على ضوء الشموع

على ضوء الشموع

مع تراقص ضوء شمعتي على بردٍ وهمس الأركان

وظلامٍ خالٍ من الأمان

خُيّل لي بملاكٍ حطّ على أرض المكان

وابتسم لي ابتسامة رجلٍ شاخ على قسوة الأيام

تساءلتُ ما الذي أتى بك؟ ولِمَ الآن؟

أجابني: إنما أنا رسولٌ لك من حبيبٍ خان

أرسلني لأُداويك بجروحٍ أكثر من أي وقتٍ كان

وكيف وأنتَ ملاكٌ لا شيطان؟

وهل أنت تصدق كل ما تراه عيناك الخاليتان من الآثام؟

إنما أنا ماردٌ متنكر، وسيدي هو من عشقته وكنتُ له عبدًا ولهان

أجبته بدمعٍ يتساقط بحرقة، وغزارته أشبه بفيضان

وكيف وله بقلبي ألف ذكرى تُحيي ميتًا من آلاف الأعوام

أكان يخدعني وأنا له حافظ العهد وأمين سره، وكان قلبه لي خوان؟

وكيف يكون سيدك، وكان لي ملاكي الطاهر من الأحزان؟

وكيف أتركه وقد ملأ فراغي؟ أكانت أحلامي معه مجرد أوهام؟

ولِمَ كل هذا، وأنا له الحبيب ورفيقه في درب الزمان؟

ولِمَ أنت هنا الآن؟

لكي تأخذ روحًا لم يبقَ فيها ما يدعها لتعيش بسلام

أو لتأخذ حبًا لم يصمد سوى لحظات ومات من جبروت إنسان

اذهب، فقد ذهبتَ معك كل مسلماتي، ولم تبقَ إلا ذكرى تقتلني

ولن تذهب إلا بذهاب أنفاسي التي من نيران



مع خالص تحياتي

الملاك الضائع

رجوع
رجوع