اليوم أكتب شهادة وفاتي
بخطٍّ ممزوجٍ بقهري وظلم هذا الزمان
اليوم أكتب وفاتي لإبداعي ودمع سطري وحبر عيني وجمود أفكاري
اليوم أبدأ من نهايتي
قد ألفت موت الكذب، فلم يعد للنفس ما يبقيها على قيد الحياة
قد أزف الوقت، وحان موعد رحيل راحتي وفراق سكون هذا الشعرِ
فلا أريد أن أقف كعادتي متصنمًا بيد ترتجف مما سينقشه قلمي
ونار جوفي تدمر مملكتي وصمت قهري يحرق ما تبقى بأنحائي
لا فائدة من عنادي أو بقائي للمحاولة من أول سطر
أعلم أن في نهايتي ختامي
ومقتلي كباقي قصصي التي اعتدت فيها على موت البطل ورحيل الجاني
لقد اختلطت أنفاسي برائحة عذاب الأحباب
وأحاسيس رحيق الأشتات والأعذار
لم يعد يبقَ من كياني ما يُصبر قلبي أو يجعل من عقلي حكيمًا في أمور الحياة
فلم يعد هناك خليل يجعلني كالربيع في أحضانه
أو يكون كالقارب وهو بحرَك الهادئ المقابل لقلبك الحاني
أو حتى كالطائر ليهويك حتى لو بأوجاعه
لم يبقَ سوى بداية للنهاية
لا أعلم ماذا أقول، أو ماذا أسطر، أو ماذا أهمس لنفسي لأريح جسدي البالي
حتى إبداعي قد توقف، وحروفي نفدت، وكلامي قد تبخر
لم يبقَ سوى خليل الوقت وهو الصمت
فاليوم أكتب شهادة وفاتي، وأنتظر قبولها لعلّي يتحقق مرادي
مع خالص تحياتي
الملاك الضائع