يا قاضي الغرام أبلغ عن حبيبي الجاني
يا سادة يا كرام إنه هو من أباح دمائي
هو من شكوت إليه وأوشى بأسراري
هو من لجأت إليه وابتعد وتناسى أوجاعي
يا رسول الغرام إني أتوسل لك لتأخذ حقي من الجاني
إنه هو من سلبني أفكاري وساعاتي وقلبي الغالي
لقد استغل جسدي ليعيش بداخلي شخص ثاني
يا قاضي... أنصفني ولاتبرأه لتصبح شريكًا آخر في مأساتي
تصيح بصوتها الغدار... بريئة يا قاضي
من أجبره ليعشق كاذب خداع
من أمره ليصنع مني سيدة على قلبه الحاني
أجبت بصوت يغلبه نبرة مريض مات من الآلام
يا قاضي هي من علمتني أن الحياة شركة يبنيها الحب والإخلاص
وفاجأتني بعمل شل كل حواسي وجمد أفكاري
يا قاضي هي من علمتني أن أشكو إليها فهي الصدر الدافي
هي من علمتني رسم قلبها على الجدران كالمراهقين في دنيا الأحلام
هي من علمتني ذكرها في كل أوقاتي
لتصبح بطلة أحلامي وسريرة نفسي وخليلة أيامي
وهي أيضًا من ذبحتني بسيف البعد والحرمان
يا قاضي من الجاني أنا؟ أم من تساهل في مشاعر الناس؟
يجيب القاضي بكل تحجر وقسوة ومؤامرة ظاهرة مع الجاني
ومن أجبرك يا صبي أن تدخل دنيا الرجال
وهل دنيا الرجال هي الغش والخداع والنفاق؟
يجيبني بكل ثقة وكبرياء
وهل هي عكس ذلك يا طفل في دنيا الأحقاد؟
إنك من عصر ملائكي أتيت بطريق الخطأ في دنيا العصيان
إني لأشفق لحالك وأنت تتراقص من ألم الأحباب
ولكن يا صغيري دنيا الحب لا يحمل على عاتقه كل صادق
وإنما يصادق كل أفّاق
رفعت الجلسة وحكمت ببراءة الجاني
وعلى المجني عليه تعويضًا بالحرمان مدى الحياة
والبعد عن أي صديق أو خليل أو حتى قلم ليسطر ظلمي أنا القاضي
فهذا الزمن لا يحمي مغفلاً يعقل أن في زماننا حب صادق يعبر القارات
رفعت الجلسة
مع خالص تحياتي
الملاك الضائع