جئتُ أشكو إليها عن حبٍّ كتبتُ بيديها
عن أحلامٍ شيَّدتْ في أمانيها
عن خُوَاطِرٍ نُحِتَتْ في أرضِ واقعها
عن وردةٍ رجِفَتْ من دَمِّ ساقيها
عن قَطَرَاتِ نَدًى تَرَاقَصَتْ فوقَ وَرْدِ خَدِّيها
عن جَبَلٍ في الهِيامِ تَسَاقَطَ من تأثيرِ رَوْعَتِها
فاجأتني بقولٍ ساخرٍ باهتٍ باردٍ
يَشْبُ نيراناً في بساتين أراضيها
يُحَطِّمُ يُكْسِرُ يُدَمِّرُ إنسانًا
قد تربّى في مَدَارِسِ أوهامها
تُخَاطِبُ قلبي تأنبه تُأمِّرُه بِنِسْيَانِ حكاويها
قَاتَلَتِ الأحاسيس خادعت نَاظَرِيها
أنتِ حقيقةُ هلاكٍ أشجارُها الكذبُ وفروعُها الغدرُ
ورودُها النفاقُ فراشُ أراضيها سخطُ دنيا ودماء
وقلوبُ آلافِ الميتينَ شيطانٌ أسودُ في رداءِ الصادقين
اذهبي فَأَنْتِ لَسْتِ سِوَى قِبْرًا مُتَحَرِّكًا
يَعْزِفُ لحنَ موته
وهل لعاقلٍ أن يُعَاتِبَ مَيْتًا من آلافِ السنين
مع خالص تحياتي
الملاك الضائع