لا تخونيني واقتليني
نعم أنا من أطلبك موتي
فلا تغدري بسكين العهد
ولكن عند علمي سأسلّم نفسي
بدون قيود أو وهمٍ من همسكِ
ولا تتأخري، فيصعب على نفسي قتلي بيدكِ
أسرعي واتركي عنكِ كل آلامي وأحلامكِ
ابنِي سدًّا في طريق حياتنا الكاذبة أو سراب أفكاري اليابسة
إني لحزينٌ على نفسي، فماذا أقول لملاكٍ تائهٍ عن طريقه
ماذا أقول له عندما يأتي إلى عالم الأشباح والشياطين
للأسف، فقد عشق فيهم أكبرَ ماردٍ بأنيابٍ من سيفين
سيفٌ يتساقط منه دماءٌ ملوّنة بلون الغدر
وسيفٌ بريقه الكذب والمهارة في خداع الآخرين
لا تحزني يا نفسي، ولا تفكّر يا عقلي، وتوقّف يا قلمي
فقد آن أوان آخرتي
فلم يعد الحراك يفيد شيئًا، وليس عجزًا مني
ولكن تسليمًا بأن تكون قاتلتي هي معشوقتي
لأكون عبرةً لمن لا يحذر درب المكر
وإني سأكون الملاك الضائع في ظلام وأوهام الحب
يا خادعتي، قبل تسليم آخر أسلحتي وهو ورقي
إني لأتمنى أن أعود من الطريق
طريقٍ يومَ ما أسرعتُ فيه لأحضانكِ
وإني لأتمنى أن أعود خطواتٍ أو آلاف الخطوات
لأعيد حياتي مرةً أخرى رغم علمي بفوات زمنها
وإني أتمنى بعد موتي أن يرتاح عقلي وأن يبقى بلا حراك
وإني لأعلم أن مصدر حركته ليس قلبي أو شراييني
وإنما عمقُ جرحٍ نقشتِهِ بكل قوتكِ
ولهذا سيبقى إلى ما بعد الأبدية في عراكٍ
بين حبّه وبين عجزه عن تفسير مكر أغلى ملاك
قاتلتي
مع خالص تحياتي
الملاك الضائع