حكم القدر

حكم القدر

بدأت اليوم في كتابة كلماتٍ لا معنى لها

وكانت حروفها ضحية تشكر صاحبها

حبًّا اعتاد أن يقتل كل من اقترب منها

وإن ابتعدت عن طريق غيرها، ترجعني ذكرياتي لأقع ثانية في دربها

كيف أترك ماضٍ يقتلني على فراشي ليكون قرين مكرها

كيف أترك كتبها وهداياها وجميع متعلقاتها

وكيف أترك حياتها وهي كانت لي أنفاس صدري التي أحيَا بها

لقد جعلت مني صنمًا يعجز أن يأخذ قراره بالافتراق عن صندوق قبرها

فقد صنعت لي قبرًا مزخرفًا بكلام العشق المخلوط برائحة عطرها

وتركت على جسدي لمسات شفاهها التي ترتجف لها كلّما مرّ ذكرها

وقد جعلتني مجرّد قصة خالية من أحداثها

وخاطت عناوينها لتبقى لها وحدها

قد أبدعت، وأعترفت بقوة جبروتها

قد أوهمتني بعذب مرّها وشلال جفافها، وحبر دمعها، ودمع أوراقها

قد كانت لي أقرب الناس، وكانت فقط بجسدها، وخُيّل لي أن بيدي قلبها

ووجدت نفسي بخفةٍ منها تطعنني برمحٍ رأسه خداعها

وطول عهد الأيام التي بيننا

وأعلامها ليست بطعنته، ولكن بأحلامنا التي بنيناها بيديّ لأحقق لها ما تمنته لنا

لا أعلم ماذا أقول، فما زالت دمائي تتساقط من قلبٍ ممزقٍ برماحها

وجعلتني قصة خالية من عناوينها

اذهبي يا آنستي... واذهبي معها يا عمري، فلا فائدة لكِ بدونها

وارحلي يا حياتي، فلا مفرّ من قدرٍ حكم على نفسي بالجمود من أنفاسها



مع خالص تحياتي

الملاك الضائع

رجوع
رجوع