رأيت شيئاً في هيئة إنسان
فوجهه شاحب قاتم كأنه ميتٌ من آلاف الأعوام
وجسداً ضئيلاً متهالكاً كأساسٍ في بيت بلا عُمُدان
نظراته تدخلك في عالم التساؤل والخوف
ومعرفة ما خلف هذه القضبان
تدخلك لترى ما بداخله
من قلب نُحت عليه أوجاع الزمان
ولحن تتراقص عليه ذكريات تشعل آلاف النيران
وحيرة طفل حبيس
يجلس في ركن حالك الظلام
صوته أنين ألم.. وابتسامته بحراً ميتاً وحياة
ليس لها وجود أو مكان
تألمت لحاله.. تساءلت من يكون هذا الغلام
ملت إليه.. لأُصبح بجانبه
مضى وقتي.. مضت لحظاتي في صداقته وانتهت
من حيث لم أبتدئ
فما كان أمامي إلا توأمي الثاني
فقد كنت أمام مرآتي
مع خالص تحياتي
الملاك الضائع