المِيعاد

المِيعاد

رن هاتفي أجبت وإذا بصوت من خانت قلبي تسألني عن حالي وعن أيامي وعن قلبي إذا ما بقي على حاله إذا ما بقي فيه حب أو ذكرى لها تعجبت وقلت وهل للقمر أن يغادر سماءه وإن عانى منها أحسست بابتسامة على شفاها وعلى انتصارها للمرة الثانية سألتني أتقابلني يا حبيب عمري في لحظة عبرت زمنًا ومضى وقت بألف دهر أجبت بعد صمت قطع حديثنا وهل لي أن أرفض؟ وتم ما نويناه في مكان كنا نمضي فيه أحلى لحظات حياتنا وللأول وهلة وأول نظرة رأيتها فيها خفق إنسان آخر بداخلي وكاد أن يموت من ألمه وفرحه وشدة حزنه تباطأت خطواتي وعاندتني كل حواسي على إكمال دربٍ هي ترفضه وقلبي يأمره اقتربت أكثر فأكثر وعند تصافحي لها خفق قلبها بداخلي نعم كالمعتاد كما كنت معها فأنفاسي ما زالت بداخلها وأشعر بها في نبض يدها أشعر بالدفء الذي ألف موطنه آه يا قهري، فقدت كل ما تربيت عليه سألتني أما زلت تحبني وتفتقدني صمتٌ ولم أجد لها في نفسي ردًّا أخبرتني كم هي اشتاقت لي وكم افتقدتني وما حدث في أيامها قاطعتها بكلامي هل تعلمين كيف أمضيت وقتي؟ هل تعلمين كيف عاندني قلبي وكيف تعبت مع إحساسي؟ هل تعلمين كيف كل ثانية تقتلني ألف مرة لتأمرني بتذكّرك؟ كيف تعاتبني وسادتي على بعادك وأنتِ من حطمني وعندما أخبرتني أنها تعلم ما مر بي وكيف هي معاناتي رأيت بريقًا في عينها لم أعهده فيها أو أني تجاهلته في بادئ الأمر نعم، إنه بريق الغدر لقد عادت ليعود معها كل آلامي وجراحي أخبرتها يا حبيبتي، حبيبتي الراحلة أو قاتلتي لم يبقَ لكِ فيَّ سوى حسرة وألم، فابتعدي فلن أعود لكِ وإن بقي لكِ حب عندي، فهو لي وليس لكِ اذهبي وانعمي بحب غيري، اذهبي وسيذهب معك كل ذكراك لقد كُسر حبي، وقُتل قلبي، وسُلِبت كل أفكاري وهواجسي لم يبقَ سوى إنسان خالٍ اذهبي وسأذهب فكلٌّ منا علم طريقه، وعلم من حبيبه فقط اذهبي وعدت أدراجي بألمٍ أكثر مما كان بي ألمٌ على نفسي، وألمٌ على كسرت نفسها ولكن موتي للمرة الثانية صعبٌ عليّ والأصعب معاناتي مع أخلص حبٍّ عشت له، وقُتلت بيديه
مع خالص تحياتي الملاك الضائع
رجوع
رجوع