مدينة الموت

مدينة الموت

اليوم بدأت قصتي مع حيرة القدر

لأبدأ هذياني كعادتي على أسطر الخوف

للأسف، مدينة الموت ليست لها أي أثرٍ من الحياة

فقد غطّت أرضها بخيلة ساحةٍ من تفانٍ

ليبدأ طلاسمها بمدينةٍ ليس بها سكان

مجرد أسوارٍ وظلامٍ يحيط بالمكان

لتبرهن على قوتها، وأنها مستمرة للأعوام

وكأنها مخيفة لتشعرك أنك وحيد باليقين

فلا فائدة لك بالهرب أو حتى بالبقاء

فالنهـاية محتّمة، ولا مجال للفرار

فهي بوابة تدخلك لعالم لا وجود له على الإطلاق

لتبقى مُفرغًا من الإحساس، مجمد الحواس

لا أنفاس تُشعرك حتى بالحياة

مجرد خوفٍ يحيط بجسدٍ هالكٍ من الأهوال

ويـا ويلي، وأنا الذي بين هذه الصعاب

فلا مفرّ سوى السير في دروب مدينة الحرمان

لأرى آثارَ الدموع متساقطةً من مستقبلٍ مجهول

أنـاسٌ متصاممون، عن اللحظات مبتعدون

مجرد جمودٍ عن الوقت، لتقف معهم الساعات عهدًا

فقد اختلفت كل الموازين

لأرى أناسًا يحذرون بصمتهم

يتشكّون بدموعهم

لا معنى للأمل لوجودهم

مجرد رموزٍ وطلاسم تجعلك تتمنّى الموت فوق الموت

فلا سبيل لك سوى قطع دربك، لتكمل ما بدأت

فهي الآن متعتك!

وبين خفايا هذا الزمان وأنغام قد بدأت من أعوام

لتتراقص عليها كلمات قد لا تعلم معناها

ولكنها تجعلك تؤمن بلعنتها وجبروت قوتها

فقد أصبحت من محرماتها، فلا مفرّ منها

فقد أصبحت الآن فقط من ممتلكاتها

لتجعلك تشعر بوقت فرحها، وكأن عذابها هو متعتك، واستمتاعها هو نهايتك

وبين حنايا الألم وعذاب الخوف ونبضات القلب المبعثرة

تقوم جلسة حكمها مماتك

أمواتٌ قد سبق دفنهم

لتُرأس قضاءً قد حُكم فيه من سنواتٍ مضت

وقد حان وقت تنفيذها

لأقف أمامهم عاجزًا عن الحركة

منظرُ سيوفٍ مضرّجةٍ بالدماء

لقد حان وقتك أيها المارق، لخليله بلا رفيق

وقد حُكم عليك بإعدامك

وتمثالي ببقائي في عزلةٍ بين أسوار مملكتي

مملكة الصمت

ولا سبيل لي سوى الموافقة على حكمي

فقد كُتِب من بداية الأمر

والخروج من بوابة نقشت عليها

قد قُرئت بقلبك: "فاستمتع بحياتك"

لأعلم نهائيًا أن هذه الأميرة — مدينة الموت — قلبها الغارق بالخيانة

وقد حُكم عليّ بإعدامها من حياتي

فكان آخر طريقي هو “مدينة الموت”.



مع خالص تحياتي

الملاك الضائع

العودة
العودة