معزوفة الصمت

معزوفة الصمت

أيتها الأنغام العذراء

المتراقصة على شفاه الأحباء

إنكِ مجرد وهمٍ وعاصفةِ صحراء

إنكِ رسالةٌ اختفت أسطرها وأصبحت مجرد فضاء

لا حاجة لكِ كورقٍ خالٍ من أحرفه كي يزيد من قيمته الصمّاء

أو حتى سطرٍ أحتفظ به وأعيد النظر بكتابته وقت الإستياء

لقد أصبحتِ في مخيلتي مجرد ذكرى باردة الملامح

مجرد وقتٍ متجمدٍ لا معنى له بل لا فائدة منه على الإطلاق

فقد انتظرتُ طويلاً لأجد مصدرًا للحب

أو حتى بواقي حروف صدقٍ وطال الانتظار وطال البعاد وزاد قسوة العذاب

وزادت هواجس النفس وفراغ الحب سمٌّ قاتل في قلبٍ مشتاق

واستُنْزِفت جميع الأعضاء

وأنتِ لقلبكِ عازلٌ كحصنٍ يتصدّى لأقوى الأقوياء

قد افتعلتِه من عظام المقربين ودماء المحبين

يا لحنًا نشز عازفه وامتعق منه السامعين

اليوم يحتفل قلبي على حرارة أنفاسكِ الدفينة بعمق السنين

ويتصبّر على اختبار ربه، وسيعوّضه بمن يريح سره الحزين

ويمحو عنه ذكرياتٍ لا تستحق ووجودها كمثلها من مخلفات الراحلين

وثقي أنكِ مجرد معزوفةِ صمتٍ خلت من أي أحاسيس

لتعيد نبض حياة في كيان إنسانٍ عقيم



مع خالص تحياتي
الملاك الضائع

رجوع
رجوع