في ليلةٍ غبراء وبردٍ قارسفي بحرٍ مملوءٍ بالعجائبوأمواجٍ تتلاطم وترقص مع الجو المتقلبوسماءٍ مليئةٍ بالنجوم باردةِ الملامحفي سكون المكان أحسستُ بالخوففوق مركبٍ ذات شراعٍ متآكلوخشبٍ يئنّ من كثرة التهالكنظرتُ إلى البحر فوجدتُسوادًا وظلمةً وموتًا محتّمًانظرتُ إلى الأعلى فوجدتُ غيومًاترمي بحملها من أعباءِ المطرماذا أفعل... ماذا أفعلجلستُ وبكيتُ كطفلٍ متألمسمعتُ همساتٍ من فوق سطح البحروما زال مركبي يتخبط من الموجهمسَ صوتٌ دافئٌ يصبّرنييخبرني بقولٍ أدهشنيإن ما تراه هو شيءٌ من قليليوإني لأخبرك بكل ما أحتويهفما غيومي إلا أناسٌ افترَوا على الفقيروما نجومي إلا فراقُ كلِّ خليلوما موجي إلا الكراهيةُ دنيّةُ الأجاويدوما ظلمتي وسوادي إلا قلبُ كلِّ صديقوأما مركبُك فما هي إلا دُنياك يا صغيريوما شراعُك إلا الأملُ الضئيلأتخافني وأنت وسط كل هذه الأكاذيب؟نظرتُ إليه وعيني تدمعلأخبره بسري الدفينيا بحر، إن كانت هذه همومك فابتعد عنيفسأدعو ربي أن يبتليك بخيانةِ الحبيبفهدأ موجيواختفت الغيوم وظهرت النجوموتفتح لون البحروعاد الهمس بقولٍ: أرجو من ربيأن يعفو عني حتى لا أُصاب بجرحِ الغدرِفتكون خاتمتي جفافي كصحراءَقاحلةٍ بلا زرعٍ أو مطر