ليلة صعيبة

ليلة صعيبة

في ليلةٍ غبراء وبردٍ قارس في بحرٍ مملوءٍ بالعجائب وأمواجٍ تتلاطم وترقص مع الجو المتقلب وسماءٍ مليئةٍ بالنجوم باردةِ الملامح في سكون المكان أحسستُ بالخوف فوق مركبٍ ذات شراعٍ متآكل وخشبٍ يئنّ من كثرة التهالك نظرتُ إلى البحر فوجدتُ سوادًا وظلمةً وموتًا محتّمًا نظرتُ إلى الأعلى فوجدتُ غيومًا ترمي بحملها من أعباءِ المطر ماذا أفعل... ماذا أفعل جلستُ وبكيتُ كطفلٍ متألم سمعتُ همساتٍ من فوق سطح البحر وما زال مركبي يتخبط من الموج همسَ صوتٌ دافئٌ يصبّرني يخبرني بقولٍ أدهشني إن ما تراه هو شيءٌ من قليلي وإني لأخبرك بكل ما أحتويه فما غيومي إلا أناسٌ افترَوا على الفقير وما نجومي إلا فراقُ كلِّ خليل وما موجي إلا الكراهيةُ دنيّةُ الأجاويد وما ظلمتي وسوادي إلا قلبُ كلِّ صديق وأما مركبُك فما هي إلا دُنياك يا صغيري وما شراعُك إلا الأملُ الضئيل أتخافني وأنت وسط كل هذه الأكاذيب؟ نظرتُ إليه وعيني تدمع لأخبره بسري الدفين يا بحر، إن كانت هذه همومك فابتعد عني فسأدعو ربي أن يبتليك بخيانةِ الحبيب فهدأ موجي واختفت الغيوم وظهرت النجوم وتفتح لون البحر وعاد الهمس بقولٍ: أرجو من ربي أن يعفو عني حتى لا أُصاب بجرحِ الغدرِ فتكون خاتمتي جفافي كصحراءَ قاحلةٍ بلا زرعٍ أو مطر

مع خالص تحياتي الملاك الضائع
رجوع
رجوع