عجب لهذا الزمن
خطر بفكري مقارنة بينك أنتِ
وبين ما أراه عظيم الشأن في مملكته
فتعجبتُ بأنّه أصبح ملاكًا بجانبك
وأنه مجرد حارسٍ لأرضٍ قاحلة من الخير
وأنتِ أعظمهم في المكر وفن الخديعة
فلم أعجب من نفسي أو قلبي بأنّكِ كنتِ فريستَه
وأنكِ بإعجابك الشر تُفنّنين في غرس ألوان غدركِ
ولما عذاب نفسي كان تديّنًا لكِ بأكثر من الصدق
ولما سجن عبدٍ كان في يومٍ سلطانًا فيه قصره
وتخيّل أن الحبّ هو بساط سحري يمحي ملامح الدهر
وتخيّل أنه في يومٍ سيكون خليلاً لقلبك المقرب
فتعجّب بأنّه أصبح في بلاط مملكتك مجرّد خادمٍ يحرُس مكركِ
وقد أزف الوقت ليعود أدراجه بصَدمةٍ قد شلّت جوارحه
وكيف يعود بجرحٍ ينزف دماءً وأوجاع تعيق حركته
لقد حطّمته وجعلتِه ضحية أخرى من مخلفاتكِ
يا عجبًا لهذا الزمان الذي يلبس إبليس رداء الصدق
ويجعل منه ملكًا على سلطان العشق
ويكون أهم صفاته الإخلاص ليُصبح أمير منطِقته
ويأمر وينيه على أسياده في لحظة ضعف
لا أعاتب قلبي الذي عشق الوهم
ولكن أعاتب زمنًا قد سمح لأمثالك أن يخدعوا القلوب
لا تعرف معنى للألم من حبيبٍ للعمر
مع خالص تحياتي
الملاك الضائع