قالت

قالت

قالت: أنت ألمٌ وحبّي ووهمٌ ونبضاتي سراب

أصبحت مجرّد خيالٍ في ظلامٍ دامسٍ لا فائدة له سوى الهلاك

انتهى العتاب، فلا معنى لبقائي بعد كل هذا الهراء

اذهب وخذ بقايا ذكرياتي، وإلا قتلتها ونثرت رمادها في الهواء

قالت بقسوةٍ وفي طيّات حروفها الجفاء

تبقّت ابتسامتي على الشفاه، اعتقدتها من الارتباك

فلا تريد الرحيل، ولا أعلم إن كان ظهورها للتحدي أم استمراره للبقاء

كما ينحت الماءُ بقهرك، ليشقَّ باطنَ الصحراء

أما كنتِ تبحثين عن حنانٍ يحمل بين جناحيه كلّ العناء؟

أو كانت ابتسامتي على حروفٍ أراها كمهرّجٍ يمرّ بين سكّان الفضاء؟

قطعتْ صمتي فجأةً بلا تحزنٍ، فما بيننا مجرّد هواء،

قد حان رحيلها لأعالي السماء،

اعذرني، فأنا على موعدٍ مع حبيبٍ آخر، ولا تنسي ذكراي لتقتلك آلاف المرّات

وبين استدارتها واختفائها عيناها وبريقها الكذّاب

عبرتُ قاراتٍ لأعلم أنّي مجرّد ضحيةٍ كفريسةٍ سُلِبت منها الحياة

وقبل رحيلها، استيقظ قلبي وأمر عقلي ونفّذ أوامره قاضي نفسي

قد حكمتُ عليكِ بالحياة من دون روحٍ، وبقائي في الظلام

والإحساس، لكن بمشاعر ممزّقة وأوردةٍ محترقة

فقد كنتِ من الأموات، والحياة لكِ من المحرّمات

وأنتِ في نهاية الأمر كابتسامتي… إن ذهبتِ نسيتُ أمرها، وإن بقيتِ أحييتُ بها

وحينها فقط فاح عطر كبريائي من جرحي، وعلمت أنّها نهايتي وهي أمامي



مع خالص تحياتي
الملاك الضائع

رجوع
رجوع