فوضى الأحاسيس

فوضى الأحاسيس

ماذا يفعل المرء إذا زُلزلت من أسفل أقدامه أرض أجداده

أرض الحب ومملكة العشق ليصبح فيها مجرد حارسٍ

لا فائدة له سوى الصمت، ويمضي عليه الوقت ولا يعلم ما حوله

وأنفاس القهر ممزوجة بأنين الصبر

ويصبح العمر لحظات تمرّ، ويمرّ معها حلاوة السهر وغزل الأحباب على ضوء الشموع وقت السمر

ماذا يفعل المرء إذا أصبح شريكه مجرد وهمٍ وسرابٍ

وقد كان في بادئ الأمر حقيقةً وبشرًا لا هلاكًا

قد يصبح بعد ذلك طريقًا يضيع فيه وتضيع معه جميع المسلمات

قد يدنو منه ليعلم أسرار قلبه

وقد يبعده بجبروته ليهدم بداخله لهفة حبّه ووله عشقه

ما أصعب اللحظات التي تصبح كل منها سنواتٍ وسنوات

أعلم أن النبض في قلبه ما زال يتمنى قربي

وأعلم أن في بعدي راحة نفسه ونفسي

فالموت أفضل من أن يصبح شريك العمر مجرد آلةٍ للعزف

تضاربت ألحانها لتفقد بعد ذلك عذوبة مسمعها

يا ويلي، وقد بدأ الدرب من الخلف

قد أكون المخطئ، وقد أكون الجاني

ولكن أين هو من سبيلي وحياتي؟

وكيف يولد الجفا ليصبح بيننا حاسد، وعلينا يصبح واصٍ؟

قد أحطم القيود، وقد أكسر كل الفروق والحدود

ولكن حاجز الصمت وغضب النظرات يعود ليسحقني من جديد

أشعر بصرخةٍ تكسر الزمن بصمتها

وأشعر بدمعةٍ تمحو الصحراء بجفافها

وأشعر بألمٍ يزيل أي دواءٍ قد يشفي مرضها

لو أكسر قلمي لأرغمه أن يكتب ما بنفسي

ويجعل في كل حرفٍ من أحرفي لهيب صدري

ما جعلته يصبر حتى شكا مني لنفسي مرةً أخرى

حتى قاموسي وأحرفي ودواوين عشقي وظنوني

اعتزلوني وجعلوني في أرض المسرح عاريًا ليراني الكل ويلوموني

أين أنا؟ وأين أسلحتي؟ وأين أرض مملكتي ودنيا عشقي وسيادة موقفي وجبروت عزّتي؟

الكل فرّ، وأصبحت أتراقص على نغم الألم ولحن الأسف على غربتي

غربتي وسط مملكتي، لأصبح مجرد هامشٍ لا يذكره من مرّ على أرضي

وقد كنت في بادئ الأمر أميرها، وقاضي العشق، والمسيطر على دربي

أرهقت ومللت من شكواي، ولكن قهري المتلذذ في عروقي وهمي

يحرقني ويحرق معها كل ما تبقى فيّ، وللعلم أنه لم يبقَ إلا ما يحييني

أنا أعشقك يا امرأة، فلا تقتليني

أنا أعشقك، فلا تنسي عبارةً قلتها في يومٍ ونحتّها في سنيني

أنت خليلتي، فلا تغدري بسكين الزمان لتقطعي خيال الأحلام

وأصبح مرةً أخرى في تابوتٍ لا أعلم أوله، ويكون آخره توقيع امرأةٍ بدم رجلٍ

وأرجو من سطوري أن تعبّر عن فوضى إحساسي ولهفة مشاعري

واعلمي لو استطعت قتل الحب من شدة أوجاعي

ما تباطأت، وقتلته، وقتلت نفسي وجعلتها في سماء الدنيا لكي لا تعود ثانيةً



مع خالص تحياتي
الملاك الضائع

رجوع
رجوع