اليوم… بين حنايا ورقي، أبعث بآخر شكوى في قلبي
قررت أن أنهي خواطري بصمتي حتى يجف قلمي
فلا فائدة من كتاباتي، ولا من قهري بين أضلعي
فأنتِ رحلتي… وأنا بقيتُ مكبّلًا بعجزي وحيرتي
أعلم أن قوتي أصبحت فوضى في طيات هذا الزمن
وأن القلب لم يعد نبضه إلا حسرات على عشقٍ راحل
فالقدر قد بدأ حداده على موت الصدق
ولا مفر يا صغيري من مواجهة هذا الدرب القاتل
ولتبدأ أنفاسي أنا برحيلها أيضًا
فلا إحساس اليوم… حتى تتجمد بقية جوارحي
ولتبدأ مسلّمات الحياة بالانكسار في موج الغضب القاهر
حبيبتي… قد أضعتكِ، وضاع معكِ أغلى سنوات العشق
وبقي في شراييني غدركِ… وفاجعتي بتتصديق الأمر
فكيف لعقلي أن يصدق أن نقش قبره هو همس وليفه؟
وأن مرقده هنا… في باطن خليله، في شقّ الأرض؟
لحظات قاتلة… كل ثانية منها بألف سنة
حبيبة مفارقة… وقلب متحطم بلعنة ساحرة
قد آن الأوان لكشف أوراق اللعبة
لعبة ارتبطت ببداية المعركة
لتكشف أن بقايا بلا معنى هي بدايتي اليوم
لأبدأ من الخلف… ولأنتحل شخصيات الأعداء
أقنعة مختلفة الملامح، موحدة الأداء
لا هدف لهم سوى التحطيم… كعادتهم على مسرح الآلام
وجمهورهم الأحزان… وأبواب الصمت تحيط بي
متصنم على كرسي أوله الأوهام وآخره جسور الحرمان
لا أعلم ما سأخطه اليوم بقلمي
من هموم تثاقلت على جسدي
حتى أوهمته بانعدامه رغم وجوده بين مخلفات الزمان
يا أسطرًا جرحتِ… وتركتِ سمومكِ في شرايين الأحلام
اذهبي… فلم يبقَ بي سوى هيكل إنسان
موطنه هنا… موطنه الندم ممزوج بضحكات الأيام
يا خليلة رحلت… ولم يبقَ لكِ أثر على مر الأعوام
لا أعلم إن كان بالنفس بقايا لأسامر طيفًا مرّ وكان
أو جدوى من أحرف على ورق أعزل من الإحساس
وكم تمنيت ألا أعود لنحت هذه الصعاب
وحيرة نفسي بين حقيقة وخيال
لا مكان لهما إلا في جسد بالٍ
لا معنى له سوى وجوده في ظلام الليالي
ولتَبقَ النظرات سجينة الآهات… ويبقى الصمت أسير الوقت
مع خالص تحياتي
الملاك الضائع