احتمال إنسان

احتمال إنسان

تبقى عناصر القسوة رمز غضبنا

وتبقى ملامح النزوة دليل عجزنا

والهرب من الواقع إلى مالانهاية خلف وادي أحلامنا

لأبقى أنا أيضًا ومنفذي قلمي وبعض الأسطر

ولتبدأ فجوات الخوف من بدايتها

وطرق الرهبة سلاح الضعف في صوامع مجدنا

ولتبدأ مسلمات النفس في فتح رموزها

وتبدأ الطلاسم بالاعتراف على عجزها

وتفتح صفحات الدهر في شلالات الرمل

لتبدأ من جديد علامات الاستفهام في باطن الآلام

وتبدأ تعابير الخوف في رسمها على أمواج الصبر

ويبدأ خيال إنسان متخبط بين هذه الأوهام

والأغرب من ذلك وجود شخص آخر بقلمي

أشعر بنبض قلبه بين أسطري

ليسرق أحرفي ويجعلني مجرد هامش

لا مكان لي وأنا من أكتب هذه الخواطر

يا ويلي وأنا حتى بين حكمتي وسيطرتي

أكتشف أني عبد لشخص آخر متحكم بي مكبّل جوارحي

إحساس الموت هو قهري في أرض مملكتي

واستخدام أسلحتي ضدي أنا

من شخص مجهول الهوية

ولكنني أسمع همسه وأنينه يراقص مشاعري

ها هو يخبرني بسر… وقد يدمر كل ما تبقّى فيّ من أمل متبلّد

احذر يا رفيقي فأنا من جعلك سجين نفسك

وأنا من عاشر هذا الورق

وأصبح وطنه حزنك وخفايا سرك

وما معنى أن تصبح ساكنًا بلا مأوى

أو عالمًا بلا قيمة لك

أو محيطًا لا حياة فيه

أو تكون شجرة ثمارها موتها

اعلم يا طفلي أن القدر هو دنيتنا

وأن الإحساس من محرمات عاداتنا

ولتكن مثلي ولتصبح عبدي… لأجعلك شبه إنسان

خالٍ من الآثام، ذو قلب ميت لا شأن له سوى الإعدام

واجعلني بطل بين أوراقك

سارق مجدك من خفايا أفكارك

ولتكن ذكرياتك دليلك أنت على حرمانك

ولأصبح أنا إنسانًا كاملًا صانع معجزاتك

ولتكن أنت أداة لا معنى لها سوى الانتظار

في أمرٍ مني لقلمك ليبدأ برسمي أنا على سطح ورقك

وهكذا أعود أنا مرة أخرى لأفيق من وهمي

لأجد أني مسلوب الإرادة لعقلٍ مدبّر

يأمرني ويمنعني… لأمر واحد أعتبره هو ضعفي

لأعود وأقول من ثاني

إحساس إنسان في زمن انعدم فيه الصدق

ووفاء أغلى ما كان



الكاتب: قلم

المنفذ: إحساس

السارق: عقل

المدبر: لا أحد


مع خالص تحياتي

الملاك الضائع

العودة
العودة