عذاب الأمس

عذاب الأمس

بدأت بهذياني كعادتي وإلقاء أحرفي وكلماتي

أعلم أن الكل قد ملّ تكرارها، وحتى نفسي قد طلبت انسحابها

لكنّي اليوم بدأت من جديد في رحلة الألف عام خلف أسوار الزمان

نعم، قد بدأت للخلف وليس للأمام

قد يرحل الإنسان عن ذكرى تقتله، أو ماضٍ يؤلمه

لكنّي بدأت أعود بخطواتٍ مضت واختفت بين الزحام

قد انتهت، ومن المفترض أن تنقرض مع أعاصير المكان

لكن النفس أبت، وأقلعت برحلةٍ لتجعل الجسد والعقل في عصرٍ كانت به أجمل الألحان

قد حاولت الفرار والهروب من هذا القرار

لكن الكل عصى أمري، أكان قلبي أم عقلي

ومن الصعب أن أسيطر على أعدائي، وللأسف هم بداخل جسدي

والأصعب قتلهم على يدي

ولا يبقى لي سوى الانصياع للأمر

إنّي لأحزن على حالي، وأمرّ حياتي بيد امرأةٍ ذات أهواء

قد تجعلني طيرًا في السماء

وقد تجعلني في باطن الأرض أنتظر انتهائي

ماذا أفعل وأنا بين كل هذه الأهوال؟

وأنفاسها السائرة في جسدي وبين وجداني

قد تهدّئني بدفء الروح

وقد تقطعني بغدر جروحها

لا فائدة لكِ من الاعتذار

ولا من الاستغفار عن ذنبٍ كان آخره انتحاري

يا قهري، ولا أعلم ما هو حالي

إن ابتعدت توقفت الأحاسيس وكل الأماني

وإن عدت تجمّدت الجوارح، وفاضت أدمع العين من الانكسار

وكيف أعود لمن جعل الكل يخترقني ويُمزقني بالنظرات؟

حتى ساعاتي قدّمت اعتذارها عن دقائقها وسحبت باقي أوراقي

تخبرني أنه لا فائدة من الانتظار، فارحل لحبيبٍ آخر

وكيف يا نفسي أرحل، وفي جسدي من استحلّ دمائي

وجعله مسكنًا له يلهو فيه بكل كياني

قد مللت من الشكوى، وأخاف أن أعود له من جديد

وإن رحلت، فلا جدوى من ذلك

فالعمر بدونه لا معنى له سوى الصبر وقلة منامي

إنها لحيرةٌ أن يكون الحبيب هو نفسه الجاني

وليكن ذلك

فإن كان العمر من الأساس له، فالقتل عنده إذنٌ من المباح

فافْعلي ما شئتِ، فلا فائدة من الفرار

وفي نهاية الدرب... خيالك وسكين غدرك وبريق الخداع

قد وهبتك نفسًا طابت من أحبابها وأصبحت بانتظار السياف

فاقطعي حبال الأحلام ودنيا الأحزان، فقد حانت رحلتي من جديد

وارحلي أنتِ مع عاشقٍ آخر قد يستحق مكاني

وتكون خاتمته أيضًا بجانب قبري



أحببتُك حتى الممات


مع خالص تحياتي
الملاك الضائع

رجوع
رجوع