أرض الألم

أرض الألم

لقد رحلت عن جسدي لأصلَ مكانًا ليس به غيري

لأصبح مجرّد روحٍ تنزف من جراح أحبّائها

لقد أصبحت في جزيرةٍ تُسمّى بأرض الألم

أشجارُها سوداء، متفتّحةٌ بوردها الأحمر المتساقط بأشدّ الندم

يا إلهي، أين أنا؟ وكيف أتيتُ إلى هنا؟

إنّ رمالها هي عظامُ أمواتٍ وأحافيرُ لساكنين

أمواتٌ وكانوا مخدوعين

بحرُها أمواجٌ هادرة، باهتُ اللون

كائناته أفاعٍ وطلاسمُ مشعوذين

طافيةٌ على سطح البحر الحزين

وأنا أنفاسي لهواء المكان... نعم، نعم إنها رائحةٌ مختلطة

بعزفٍ قديم، عزفٍ فيه بكاءٌ أو أنين

خاليةٌ من كلامها... لا أعلم ما حلَّ بسكّان جزيرتها

هبط الليل وأنا أنظر إلى هذا المكان العقيم

لا حياةَ فيه ولا دليلَ على ناجين

وكلّ ما أسير عليه هو أشواكُ حاقدين

وبين أشجارها في ليلها المخيف همسُ حركات أوراقِ الشجر

كدليلٍ على وجود ساكنين

لكنهم ليسوا أناسًا عاديين، وإنما أرواحُ مقتولين

يا إلهي، ما هذا الشيء المخيف!

لا أعلم أين طريقي وكيف أهرب من هذا العذاب الأليم

تجمّدتُ وتقدّمتُ لأصل بين أغصانها المتيبّسة من آلام السنين

وعشبُها البالي كأنّه زرعٌ من صنع الشياطين

كأنها أرضٌ قامت عليها حربٌ من قرونِ السابقين

ولم يعد يبقى فيها ما يُعيد ماضيها

فقد أصبحت مأوى لكلّ الملعونين

لا أجد فيها سوى ظلامٍ ليلٍ حزين

كيف المفرّ وأنا بداخل قلبي

هو من يُبقي أنفاسي

نعم، فأنا كنت في قلبي

أرى ما بقي به من ترسّباتِ لعنةِ الحب

ووهم الغادرين



مع خالص تحياتي

الملاك الضائع

رجوع
رجوع