غصن الألم

غصن الألم

بين الزحام وبجانب كل الأوهام

وفي منتصف أرضٍ تنبض بخير الزمان

رأيت مخلوقًا أشبه برجلٍ أنهكه عذاب الأيام

رجلٌ يعرف ما تُخفيه النفوس وكيف تُولد الأوهام

ترتسم على وجهه تجاعيد تخيفك، لكنها شهادة صدقٍ رغم الأحزان

اهتزّ جسدي لما رأيتُه يحمل أسرارًا مدفونة منذ الأعوام

رحلتُ وتركتُ خلفي كل ما قد يُوقظ إحساسًا تائهًا

وحيرته في موته كانت على يد أعز إنسان

لكنّي وجدت نفسي في ذات الليل أعود إلى نفس المكان

أعود بشوقٍ وكأن بيني وبين الصمت موعدٌ مع القدر ومفاجآت هذا الإنسان

وما إن رآني حتى ابتسم

وحينها أدركت أن بيني وبينه صداقة لم تكن في الحسبان

اقتربت منه وسألته عن الحزن الذي يسكن ملامحه وعن الألم الذي أنهكه

فأجابني بصوتٍ كأنّ الحزن عزف أوتاره في داخله

صوتُ رجلٍ يُخفي طفلاً تاه في دهاليز الزمان

طفلٍ أرهقته خيبات البشر وغدر الحبيب وقيود السجان

تبعثرت كلماتي وسجنت دموعي لما رأيت صمته يصرخ من الأعماق

ولم يستطع أن يبوح بما في صدره من جراحٍ وأشواق

وحين هممت بالرحيل عن أرضه المظلمة المليئة بالخوف

أخبرني بهمسةٍ زلزَلت الأرض وأطفأت سمائي

قال لي بعينين دامعتين: أنا يا صغيري انعكاس نفسك

أنا نيران ذنوبك وأنفاسي هي أنفاسك

ونبضاتي هي حياتك

وحين عمّ الصمت، أدركت الحقيقة

كنتُ على موعدٍ مع قلبي ومع قدري

ومع دمار نفسي وحقيقتي ونهاية أحلامي



مع خالص تحياتي
الملاك الضائع

رجوع
رجوع