lost-angel
18 Oct 2009, 02:21
موضوع عجبني
http://pages.pressera.com/shms/1376/html/L00686523.jpg
سنـوات الضيـاع
جدة ـ سلوى المدني..جريدة شمس
رغم انحسار ظاهرة (التحيير) القبلية البدوية، التي تحجز الفتاة لابن عمها، منذ ولادتها حتى يتنازل عنها ابن العم، إلا أن ظاهرة أخرى لا تختلف كثيرا عن تلك العادة القديمة، بدأت بالظهور والتوسّع في الفترة الأخيرة. وهي ظاهرة الخطبة والتمليك، مع تأجيل الزواج لسنوات طويلة، قد تنتهي بعدم إتمامه. ولهذه الظاهرة أسبابها التي أنشأتها، كما أن لها سلبيات عديدة تتضرر منها الفتاة فقط في الغالب. وهذا التحقيق يرصد تلك الأسباب ويبين السلبيات، ومن ثم يستعرض آراء اختصاصيين اجتماعيين، وكذلك يعرض تعليقا مباشرا من وزارة العدل، ويبدأ من قصص لفتيات تعرضن لمثل هذه الحالة.
زواج كصفقة خضار!
عاشت (س. م ـ 28 عاما) تجربة زواج من هذه النوعية، حيث خُطبت وظلت مخطوبة لمدة عامين، بحسب اتفاق عائلي سابق، ثم عقدت قرانها على خطيبها وظلت بعده سنة أخرى دون أن تتزوج منه فعليا. وبعد هذه السنوات الثلاث، انهار مخطط الزواج ببساطة، وأعلنت أسرة الزوج أنها صرفت النظر عن الموضوع. وتصف (ش. م) ما حدث بأنه شبيه “بصفقة خضار أو سلع تجارية”، حيث قالت أسرة الزوج ببساطة إنهم لم يعودوا راغبين في إتمام الزواج، فطلّقها الزوج الذي لا تعرفه، واكتسبت لقب (مطلقة) في حين لم تتزوج بعد إلا ورقيا.
وتقول الفتاة الضحية: “لقد فقدت ثلاث سنوات من عمري دون مبرر، وفيما أحمل أنا وصمة الطلاق، فإن ذلك الرجل الذي يسمّى في الوثائق زوجي، بإمكانه ببساطة أن يبدأ حياة زوجية طبيعية جديدة، فيما لا يمكنني مع لقب (مطلقة) إلا انتظار أزواج من مواصفات معينة كأن يكونوا متزوجين أو كبار سن. لأن الشاب لا يقبل له أهله بالزواج من (مطلقة) حتى إن كنت عذراء”.
ولا تتوقف الأمور عند هذا الحد. ففيما كانت (س. م) تنتظر اعتذارا من ذلك الزوج المجهول أو من أهله، نظير السنوات الثلاث التي سرقوها منها، فوجئت بأنهم يرفضون إثبات الطلاق في صك شرعي حتى تستعيد حريتها إلا بعد استرداد ما دفعوه من مهر وسواه قبل السنوات الثلاث، وعانت الفتاة مع أسرتها في إعادة المبلغ الذي استهلكوه في التجهيز للزواج الموعود، وهو المبلغ ذاته الذي تسلّمه الزوج وقدمه مهرا لفتاة أخرى خطبها، ولا يُعرف إذا ما كان سيتزوجها حالا أم سيركنها هي الأخرى لثلاث سنوات قبل أن يتراجع عن الفكرة.
أسرار ماتت مع الزوج
وفي قصة حديثة جرت فصولها في مكة، ولا تزال آثارها تنظر في المحاكم، كانت فتاة قد خُطبت لشاب وعُقد قرانها عليه. ولكن ولظروف اتفقت عليها العائلتان جرى الاتفاق على تأجيل الزواج لمدة سنة، وخلال هذه السنة كانت الفتاة وأحرفها الأولى (م. ح) تخرج مع زوجها الشرعي دينيا وغير الشرعي اجتماعيا لتجهيز منزل المستقبل، ولكن توفي الزوج قبل إتمام الزواج، وعندها كشفت الفتاة أنها حامل من زوجها المتوفى؛ ما أثار دهشة أهله الذين رفضوا هذه الحقيقة، لكن الفتاة أصرت على أن ما في بطنها هو ابن زوجها، وأنها سبق أن خرجت معه مرات عديدة نحو أماكن خاصة وقضيا فيها وقتا كالذي يقضيه أي زوجين، وأنهما لم يريدا إخبار أهله ولا أهلها؛ لأنه لا علاقة لهم بذلك، خصوصا مع اكتمال العقد شرعيا.
غير أن ذلك لم يقنع أهل الشاب الذين رفضوا إلحاق المولود المنتظر باسم ابنهم، ولا تزال القضية بين الأسرتين منظورة في المحاكم.
زواج بلا زواج
من جانبها، تروي (عالية. م)، قصتها وهي التي تعرضت لمثل هذا الموقف، فتقول: “بعد أن مرّ نحو عام على عقد قراني، اكتشفت أن هذا الزوج المستقبلي يواجه صعوبات كبيرة في إتمام الزواج، وكان يريد التأجيل فترة بعد أخرى”. وتضيف: “لم يكن سبب التأجيل ماديا، كما لم يكن لمطالب من قبلنا لا يمكنه توفيرها، وإنما كان يريد التأجيل؛ لأنه لم يتفاهم مع عائلته ويريد وقتا لإقناعهم، لكن الوقت طال وأنا أنتظر”.
وتشير عالية، إلى أنها إثر ذلك واجهت أهلها مع زوجها المستقبلي وقالت إنها لن تستمر على هذا الطريق؛ فإما أن يتزوجها حالا أو ليذهب إلى حال سبيله، كي لا تمر بسنوات ضائعة. وأضافت: “الزواج الفاشل في أوّله سيكون فاشلا في آخره”.
http://pages.pressera.com/shms/1376/html/L00686523.jpg
سنـوات الضيـاع
جدة ـ سلوى المدني..جريدة شمس
رغم انحسار ظاهرة (التحيير) القبلية البدوية، التي تحجز الفتاة لابن عمها، منذ ولادتها حتى يتنازل عنها ابن العم، إلا أن ظاهرة أخرى لا تختلف كثيرا عن تلك العادة القديمة، بدأت بالظهور والتوسّع في الفترة الأخيرة. وهي ظاهرة الخطبة والتمليك، مع تأجيل الزواج لسنوات طويلة، قد تنتهي بعدم إتمامه. ولهذه الظاهرة أسبابها التي أنشأتها، كما أن لها سلبيات عديدة تتضرر منها الفتاة فقط في الغالب. وهذا التحقيق يرصد تلك الأسباب ويبين السلبيات، ومن ثم يستعرض آراء اختصاصيين اجتماعيين، وكذلك يعرض تعليقا مباشرا من وزارة العدل، ويبدأ من قصص لفتيات تعرضن لمثل هذه الحالة.
زواج كصفقة خضار!
عاشت (س. م ـ 28 عاما) تجربة زواج من هذه النوعية، حيث خُطبت وظلت مخطوبة لمدة عامين، بحسب اتفاق عائلي سابق، ثم عقدت قرانها على خطيبها وظلت بعده سنة أخرى دون أن تتزوج منه فعليا. وبعد هذه السنوات الثلاث، انهار مخطط الزواج ببساطة، وأعلنت أسرة الزوج أنها صرفت النظر عن الموضوع. وتصف (ش. م) ما حدث بأنه شبيه “بصفقة خضار أو سلع تجارية”، حيث قالت أسرة الزوج ببساطة إنهم لم يعودوا راغبين في إتمام الزواج، فطلّقها الزوج الذي لا تعرفه، واكتسبت لقب (مطلقة) في حين لم تتزوج بعد إلا ورقيا.
وتقول الفتاة الضحية: “لقد فقدت ثلاث سنوات من عمري دون مبرر، وفيما أحمل أنا وصمة الطلاق، فإن ذلك الرجل الذي يسمّى في الوثائق زوجي، بإمكانه ببساطة أن يبدأ حياة زوجية طبيعية جديدة، فيما لا يمكنني مع لقب (مطلقة) إلا انتظار أزواج من مواصفات معينة كأن يكونوا متزوجين أو كبار سن. لأن الشاب لا يقبل له أهله بالزواج من (مطلقة) حتى إن كنت عذراء”.
ولا تتوقف الأمور عند هذا الحد. ففيما كانت (س. م) تنتظر اعتذارا من ذلك الزوج المجهول أو من أهله، نظير السنوات الثلاث التي سرقوها منها، فوجئت بأنهم يرفضون إثبات الطلاق في صك شرعي حتى تستعيد حريتها إلا بعد استرداد ما دفعوه من مهر وسواه قبل السنوات الثلاث، وعانت الفتاة مع أسرتها في إعادة المبلغ الذي استهلكوه في التجهيز للزواج الموعود، وهو المبلغ ذاته الذي تسلّمه الزوج وقدمه مهرا لفتاة أخرى خطبها، ولا يُعرف إذا ما كان سيتزوجها حالا أم سيركنها هي الأخرى لثلاث سنوات قبل أن يتراجع عن الفكرة.
أسرار ماتت مع الزوج
وفي قصة حديثة جرت فصولها في مكة، ولا تزال آثارها تنظر في المحاكم، كانت فتاة قد خُطبت لشاب وعُقد قرانها عليه. ولكن ولظروف اتفقت عليها العائلتان جرى الاتفاق على تأجيل الزواج لمدة سنة، وخلال هذه السنة كانت الفتاة وأحرفها الأولى (م. ح) تخرج مع زوجها الشرعي دينيا وغير الشرعي اجتماعيا لتجهيز منزل المستقبل، ولكن توفي الزوج قبل إتمام الزواج، وعندها كشفت الفتاة أنها حامل من زوجها المتوفى؛ ما أثار دهشة أهله الذين رفضوا هذه الحقيقة، لكن الفتاة أصرت على أن ما في بطنها هو ابن زوجها، وأنها سبق أن خرجت معه مرات عديدة نحو أماكن خاصة وقضيا فيها وقتا كالذي يقضيه أي زوجين، وأنهما لم يريدا إخبار أهله ولا أهلها؛ لأنه لا علاقة لهم بذلك، خصوصا مع اكتمال العقد شرعيا.
غير أن ذلك لم يقنع أهل الشاب الذين رفضوا إلحاق المولود المنتظر باسم ابنهم، ولا تزال القضية بين الأسرتين منظورة في المحاكم.
زواج بلا زواج
من جانبها، تروي (عالية. م)، قصتها وهي التي تعرضت لمثل هذا الموقف، فتقول: “بعد أن مرّ نحو عام على عقد قراني، اكتشفت أن هذا الزوج المستقبلي يواجه صعوبات كبيرة في إتمام الزواج، وكان يريد التأجيل فترة بعد أخرى”. وتضيف: “لم يكن سبب التأجيل ماديا، كما لم يكن لمطالب من قبلنا لا يمكنه توفيرها، وإنما كان يريد التأجيل؛ لأنه لم يتفاهم مع عائلته ويريد وقتا لإقناعهم، لكن الوقت طال وأنا أنتظر”.
وتشير عالية، إلى أنها إثر ذلك واجهت أهلها مع زوجها المستقبلي وقالت إنها لن تستمر على هذا الطريق؛ فإما أن يتزوجها حالا أو ليذهب إلى حال سبيله، كي لا تمر بسنوات ضائعة. وأضافت: “الزواج الفاشل في أوّله سيكون فاشلا في آخره”.