نونة الحنونة
27 Sep 2009, 08:46
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد وقفت أتأمل قوله تعالى ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا )
فوجدت أن الله أخرجنا لهذه الحياة وقد وضع أمامنا الكثير من الأمور الواجبة والمستحبة والمهمة والأكيدة من أجل أن نفوز برضاه حين نحصّلها ونسعد في دنيانا وآخرتنا ... وكأنني أحسست بشيء من التناقض ، وذلك حين أمرنا الله بالأوامر وقد أخرجنا جهلاااااااء لانعلم شيئااا ... فإذا بي أتذكر قول الله تعالى ( هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ...)
وعندها فهمت أن الكثير مما يصيب نفوسنا وبيوتنا وأهلنا بل وحتى دولنا وأمتنا على رأس ذلك هو بسبب الجهل الذي تغلغل فيناااا ويكفي أن أغلب الحكماء والعارفين يقولون أن أكبر سبب لهزيمتنا ومشاكلنا هو ( قلة الوعي ) ..
وجلست أتأمل في مشاكل الناس العامة والخاصة – وأنا من الناس – فألهمني الله إلهاما بأن أغلب ما يأتينا هو من أنفسنا وقرّرت ذلك بقوله تعالى ( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ) ...
ولكثرة ما أقرأ وأسمع من مشاكل تدور في مجتمعاتنا ، بل وأرى أن هذه المشاكل تتكرر كثيرا في أزمنة وأمكنة مختلفة – كما ذكر الدكتور بشير الرشيدي أن مشاكل الناس تجتمع في ثلاث مشاكل فقط ولكن الناس يغيرون في مسمياتها ويصرّون على طريق خاطئ أن يعبروا من خلاله للحل - والغريب أن النااس يركضون خلفها ويشكون منها دون أن يسعون للتغيير لأساس المشكلة لا مظهرهااا ، قلت في نفسي – وأنا كثيرا ما أسولف على نفسي وأسبح معها - ...!!! وأنا جالس بالبيت وبنتي تجلس أمامي .. هل يعقل أن إبنتي ستستمر في نفس الدوامة التي فيها بنات جنسها من الشكوى والتذمّر والحوسة الغير معقولة ... وهل إبنتي ستعيد نفس المشاكل المطروحة في الواقع مرّة أخرى كالخيانة وقلة الصديقات والخوف والفراغ وقلة الوظائف ومشاكل أهل الزوج والغيرة الغير منضبطة وتسلط العدو والـ .....!!!!
ومن ذلك الشعور بدأت بكتابة هذا المقاااااااال الذي أرجوا أن ينقذ إبنتي وبنات وشباب المسلمين من همومهم ومشاكلهم ... فأقووول <<< كل هذا وما بدأ المقااال ( وجه يضحك )
تعالي يابنيتي لنتأمل إلى أمر مدحه الله كثيرا في كتابه قال تعالى
( إقرأ باسم ربك الذي خلق )
( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ...)
( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألو العلم قائما بالقسط ...)
فعلمت أن الله يريد أن يتعلّم الناس العلم حتى ينفعوا أنفسهم ويديروا حياتهم بطريق صحيح ، وهذا ماحرص عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين كتب الوحي وفقّه الناس وعلّمهم وحثّهم عليه كثيراااااا .
وحسب ما أرى بعيوني وأسمع بآذاني وأمر به من تجارب في حياتي – مع إني صغير – كل يوم أفهم وأقتنع أن العلم هو الأساس في هذه الحياة ..
بل أنني رأيت أننا لا تستغني عن الكثير من مجالات العلم في حياتنا فنحن مطالبون أن نعرف كيف نعبد الله – شرعي – وكيف نربي أولادنا – تربوي – وكيف ندير أوقاتنا بفعالية – ذاتي – وكيف نخطط حياتنا - وكيف نكسب ونحافظ وندير علاقاتنا – وكيف نتصرّف بطرق صحيحة في أموالنا – مالية – وكيف نتعامل مع مشاكلنااا ونحافظ على ذواتنا ونفسيّاتنا – وكيف ... وكيف ...وجماع هذا كلمة الوزير الياباني حين سألوه فقالوا مالذي جعلكم تنافسون عالميا بعد أن خرجتم من الحرب منهزمين في أقل من 50 سنة ...؟؟
فقال : بالتربية
طبعا قبل أن أبدأ بتعليمكن ماهو السلاااااااح سأخبركم أن عمر إبنتي الآن هو
( سنة وخمسة شهور ) أسولف معه وهي ماتفهم - <<< طبعا هي تفهم حسب دراسات أهل التربية ..!!!
ولذلك بدأت برسم خطة تربوية لها مستعينا بالله ثم بسماع أشرطة الشيخ علي الشبيلي بالكاسيت أو على النت ولم أنس كتاب التقويم التربوي للدكتور علي محمد الشبيلي ( 8 ريال فقط ) لكي أعدهاااا لتقف أمام مشاكلها وتقوم بحلّها بقدر ما تستطيع وتقف قوية واثقة صامدة أمام طريقها الذي إختارته بنفسها فعملت مايلي :
- سأدرب إبنتي على القراااااءة والقراااااءة والقرااااااااءة ... مع أن أمّها قد طبّقت ماتفعله اليابانيات حيث كانت تقرأ القصص للبنت وتسمعها القرآن كثيرااااااااا وهي في بطنهاااا ..
- سأجعل لها ملفا خاصا للرسومات التي ترسمها في وقت ( الرسم ) حتى ترى إنجازها إذا كبرت وفهمت .
- سأجعل لوحة ( فلّين ) في مجلس الضيوف حتى يرى الزائرون جداول خططها وإبداعاتها ورسوماتها ( ولو كانت شخابيط ) ويمدحونها عليه .
- سأجعل مكتبة صغيرة فيها بعض الكتب المصوّرة وأجعلها تتصفّحهاا قبل أن تنام .
- سأكرر عليها كلمة ( تخطيط ) ، ( خطّتي ) ، (برنامج ) ( ماذا عندك من برنامج اليوم العصر ) ومن هذه المصطلحات .
- سأشتري لها مسجّل ( حسب الميزانية ) وأشتري لها أشرطة القرآن للتعليم الصغار وكذلك أشرطة أناشيد .
- سأجعلها بعد تأدية برامجها الأخرى المقننة لها مثل ( ترتيب الغرفة – النوم في الوقت المحدد – الإلتزام بالأوامر – الحوار ... ) أن نذهب لأي مدينة قريبة نزور فيها الملاهي ونزور المكتبة .
- سأسجل صوت قراءتها للقرآن أو للأناشيد بالجوال وأنزله بالنت .. ( شيء ببلاش ربحه بيّن )
- أسألها كثيرا متى ستلقين أوّل دورة ...؟؟؟ مع العلم أنني أنا وأمها نلقي ونحضر دورات كثيرة بل ونسافر من أجلها ومشتركين مع مراكز تدريب كثيرة حتى تصلنا آخر الدورات عندهم .-
سأجعلها تجلس معنا في الفترة المخصصة للقراءة في البيت . وتسمع نقاشنا وتشاركنا حسب فهمهااا .
- سأغرس في نفسها حب العلم والدعوة له عن طريق إلقاء كلمة أو مسابقة أو تطبيق مهاراتها وذلك أمام بعض أولاد خالاتها أو عماتها أو حتى بعض أولاد وبنات الجيران .
- سأسألها كثيرا ( كيف تعملين هذا ... ؟؟ ) لأن طرح مثل هذا السؤال يثير التساؤلات حتى يعرف الشخص كيف يطبّق ما يعرف من مهارات ..
- سأحاول وبقدر ما أستطيع أن أحمل( أنا وأمّها ) ألقاباً علمية كحملة الماجستير أو الدكتوراه في المجال الذي نحبه لأنفسنا ، ففرق حين تكبر إبنتي وتجد أمها وأبوها يحملون هذه المؤهلات ( بحق ) أو يكونوا على معلومات آخر سنة من الجامعة .. .!!! وهذا طبعاً لنا قبل أن يكون لها .
- سأبدأ بتعليمها النورانية قبل دخول المدرسة وسأتابعها أنا وأمها في حفظها وقراءتها وتنظيمها وتربيتها بمساعدة من يتقن مثل هذه الأمور .
- سأبني الثقة في نفسها وأجعلها مسؤولة عن بعض مهام البيت بل وحتى سنأخذ بكلامها ونجعلها مسؤوولة عن نتائج إختيارها حتى لو كان يضرّها ( ضررا يمكن علاجه )
- سأجعل يوماً بالشهر نزور فيه التسجيلات الإسلامية وتشتري أي نوع من الأشرطة التي هي تريدها.
- سأجعل إبنتي تحضر دورات في تطوير الشخصية وتتشرّب مثل هذه الدورات سواء عن طريق النت مثل دورات موقع مهارتي أو أجعلها تلقي هي دورة مع قريباتها بالنت والماسنجر ، حتى إذا كبرت أصبحت شيئاً عاديا عندها .
- سأجعلها تهتمّ كثيرا بحل مشكلات غيرها ، وذلك عن طريق كسب الناس والتعامل معهم بطريقة صحيحة ( وهذه تحتاج لقراءة وتدريب ومهارات ) وبعد هذا تكتسب معلومات وتساعد غيرها على حل مشاكلهم .
- سأجعلها – بعد إقناعها – أن تشارك في أي عمل خيري يناسبها حتى تتعلّم التعامل الصحيح مع الناس وتطبّق هذا معهم عمليا ، وحتى تملأ وقتها بالنافع ولتكون في وسط معمعة المجتمع وليس بالتنظير فقط .
- سأجعلها تلخّص بعض الكتب والكتيبات وبعد كل تلخيص نتناقش به ونضع له درجاااات وبالتأكيد ستكون هديتها دورة مجانية بالمكياج من أمها << أعرف أستغل الطاقات
- سأغرس في وعي وفكر بنتي أن تطبّق المهارة التي تتعرّف عليها ولا تكون مثل أبوها يعرف المهارة ولا يطبقها إلا بعد فترة طووووويلة .
- سأحاول أن أقيم لها علاقات مع بنات زملائي وزميلات امهااااا ونضع لهن برنامج متكامل طووول السنة ( ولو لقاء شهري ) ويكون كالمركز الصيفي ( وطبعاً أنا الآن اخطط لمثل هذا المركز لأولاد أخواني وأخواتي .... لهذه العطلة ولعلها تكون مفتاح لما بعدها ) -
سأغرس في نفسها أن الله خلقها وأستخلفها في الأرض وأعطاها طاقات تختلف عن غيرها حتى تبذل وتسعى وتعمل وتشارك معتقدة أن عملها – الخيري التطوعي – أو – الرسمي – هو طريقة لنيل السعادة والحصول على حاجات هي تحتاجها في حياتها كالشهرة وكالعلم والمخالطة والتنظيم والصبر على الناس و....
- سأتفق مع أمها أن تتعوّد على الترتيب والتنظيم (والسنع ) والتدبير المنزلي وكل أعمال البيت ، مع وجود الخادمة ، لأني لن أضمن أن يكون في بيتها خادمة . مع ان عمل البيت فيه ملء للفراغ وإكتشاف الطاقااات .
- سأحاول أن أقنعها أن تدخل المحاضن التربوية ومن خلف الكواليس بالتفاهم مع المشرفات نجعلهنّ يكلّفنها بتحضير دروس أو إلقاء كلمات ( ليس بالغصب ولكن حتى تكتشف طاقتها بنفسها ) كما قال د كفاح فياض ( لا أحد يستطيع أن يعرف ماذا يمكن أن يفعل أو يحقّق قبل أن يجرب )
- سأجعل في التخطيط العائلي الخاص ببيتنا درجات كثيرة على من يسمع شريطاً ويكتب النقاط المهمّة فيه حيث أن في بعض الأشرطة خبرة ذلك الملقي الطويلة .
- سأجعل إبنتي تكتب مقالات << مثل أبوها وأمّها وترسلها في المنتديات أو للجريدة وكذلك أجعلها بالترغيب تشارك في اللقاءات الحوارية في إذاعة القرآن أو في إذاعة الرياض أو غيرها.
- سأغرس في بنتي أن سعادتها في يدها وليست في يد زوجها أو في يد أبيها أو أمها أو في وظيفتها ..
- سأملأ قلبها أن الرزق بيد الله وأن الوظيفة سبب ، ولكن الحركة بركة وإخراج الطاقات بأي طريقة سيجلب لها الخير دام أن الله قد قدّره لها.
طيب ... أنت تقول أنك ستحميها من خيانة زمانها وزوجها...!!! وين هالكلاااااام هذا ..؟؟
نعم ... إن من يدخل الحياة وهو يفهم أنه جاهل وأن حاجته للعلم أكثر من حاجته للطعام والشراب فهو بالتأكيد سيتعلّم ويتعلّم ويتعلّم .. ولكن المشكلة أن المتعلمين أحيانا لم يكونوا على فهم بهذه النقطة إلا بعد أن كبروا وصارت أعمارهم فوق ال15 سنة ، فإذا بهم يتعلّمون ولكن يصارعون تلك التربية التي ربّاها عليها أبائهم وأمهاتهم وخاصة إذا كانوا أميين ( حقيقة أو مجازا ) ولذلك حرصت على أن يكون أبنائي منذ أول خطوة لهم في هذه الحياة قد بدأوا مشوار العلم والتعلّم ، مع إيماني التااام بأن تعليم أولادي سيجعلهم يخرجون عن سيطرة عقلي وسيطرة تربيتي وتفكيري ، فقد يكون أحدهم أفضل مني حتى في مجااالي أنا ...
وذلك بأن إخترت والدتهم التي هي مثقّفة في دنياها كثيراااا .
وأول إحساني بكم يا أحبتي **** تخيري لطيبة الإحسان بادٍ عفافها
ومن تعلّم فقد فهم الحياة التي يعيشها الآن وبالتأكيد أنه سيفهم ويستعد للحياة التي أمامه ، ويا ما من المشاكل قرأت عنها أو عايشتها مع نفسي ومع أهلي ومع الناس ، فتتشابك الأمور وتصعب الحلول وتشين النفوس و..!!! وبعد فترة أقرأ مقالا أو أتابع برنامجاً أو أسمع شريطا وأجد الحل الناااجع والبسيط ، ولكن جهلناااااااا أعمى قلوبنا فصار وضعنا لما هو عليه الآن وصدق الله (إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) من الجهل والطغيان .
فلو خانها زوجها في المستقبل – لاقدر الله – ستكون عارفة أن هذا قضاء وقدر وأن حلّها بيدها وأن تأكيدها لذاتها أكثر من ذي قبل وستكون عارفة للطريقة الصحيحة للحل دون فضيحة أو صراخ أو محاكم ... إلا إذا وصل الوضع للكي – وآخر العلاج الكي – تخبر من تراه قادرا على حلّ مشكلتها ... حتى لو لم أعرف أي شيء عن مشكلتها ... لأنني قد لا أكون موجودا آنذاك ...
منقول للفائده ..
لقد وقفت أتأمل قوله تعالى ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا )
فوجدت أن الله أخرجنا لهذه الحياة وقد وضع أمامنا الكثير من الأمور الواجبة والمستحبة والمهمة والأكيدة من أجل أن نفوز برضاه حين نحصّلها ونسعد في دنيانا وآخرتنا ... وكأنني أحسست بشيء من التناقض ، وذلك حين أمرنا الله بالأوامر وقد أخرجنا جهلاااااااء لانعلم شيئااا ... فإذا بي أتذكر قول الله تعالى ( هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ...)
وعندها فهمت أن الكثير مما يصيب نفوسنا وبيوتنا وأهلنا بل وحتى دولنا وأمتنا على رأس ذلك هو بسبب الجهل الذي تغلغل فيناااا ويكفي أن أغلب الحكماء والعارفين يقولون أن أكبر سبب لهزيمتنا ومشاكلنا هو ( قلة الوعي ) ..
وجلست أتأمل في مشاكل الناس العامة والخاصة – وأنا من الناس – فألهمني الله إلهاما بأن أغلب ما يأتينا هو من أنفسنا وقرّرت ذلك بقوله تعالى ( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ) ...
ولكثرة ما أقرأ وأسمع من مشاكل تدور في مجتمعاتنا ، بل وأرى أن هذه المشاكل تتكرر كثيرا في أزمنة وأمكنة مختلفة – كما ذكر الدكتور بشير الرشيدي أن مشاكل الناس تجتمع في ثلاث مشاكل فقط ولكن الناس يغيرون في مسمياتها ويصرّون على طريق خاطئ أن يعبروا من خلاله للحل - والغريب أن النااس يركضون خلفها ويشكون منها دون أن يسعون للتغيير لأساس المشكلة لا مظهرهااا ، قلت في نفسي – وأنا كثيرا ما أسولف على نفسي وأسبح معها - ...!!! وأنا جالس بالبيت وبنتي تجلس أمامي .. هل يعقل أن إبنتي ستستمر في نفس الدوامة التي فيها بنات جنسها من الشكوى والتذمّر والحوسة الغير معقولة ... وهل إبنتي ستعيد نفس المشاكل المطروحة في الواقع مرّة أخرى كالخيانة وقلة الصديقات والخوف والفراغ وقلة الوظائف ومشاكل أهل الزوج والغيرة الغير منضبطة وتسلط العدو والـ .....!!!!
ومن ذلك الشعور بدأت بكتابة هذا المقاااااااال الذي أرجوا أن ينقذ إبنتي وبنات وشباب المسلمين من همومهم ومشاكلهم ... فأقووول <<< كل هذا وما بدأ المقااال ( وجه يضحك )
تعالي يابنيتي لنتأمل إلى أمر مدحه الله كثيرا في كتابه قال تعالى
( إقرأ باسم ربك الذي خلق )
( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ...)
( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألو العلم قائما بالقسط ...)
فعلمت أن الله يريد أن يتعلّم الناس العلم حتى ينفعوا أنفسهم ويديروا حياتهم بطريق صحيح ، وهذا ماحرص عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين كتب الوحي وفقّه الناس وعلّمهم وحثّهم عليه كثيراااااا .
وحسب ما أرى بعيوني وأسمع بآذاني وأمر به من تجارب في حياتي – مع إني صغير – كل يوم أفهم وأقتنع أن العلم هو الأساس في هذه الحياة ..
بل أنني رأيت أننا لا تستغني عن الكثير من مجالات العلم في حياتنا فنحن مطالبون أن نعرف كيف نعبد الله – شرعي – وكيف نربي أولادنا – تربوي – وكيف ندير أوقاتنا بفعالية – ذاتي – وكيف نخطط حياتنا - وكيف نكسب ونحافظ وندير علاقاتنا – وكيف نتصرّف بطرق صحيحة في أموالنا – مالية – وكيف نتعامل مع مشاكلنااا ونحافظ على ذواتنا ونفسيّاتنا – وكيف ... وكيف ...وجماع هذا كلمة الوزير الياباني حين سألوه فقالوا مالذي جعلكم تنافسون عالميا بعد أن خرجتم من الحرب منهزمين في أقل من 50 سنة ...؟؟
فقال : بالتربية
طبعا قبل أن أبدأ بتعليمكن ماهو السلاااااااح سأخبركم أن عمر إبنتي الآن هو
( سنة وخمسة شهور ) أسولف معه وهي ماتفهم - <<< طبعا هي تفهم حسب دراسات أهل التربية ..!!!
ولذلك بدأت برسم خطة تربوية لها مستعينا بالله ثم بسماع أشرطة الشيخ علي الشبيلي بالكاسيت أو على النت ولم أنس كتاب التقويم التربوي للدكتور علي محمد الشبيلي ( 8 ريال فقط ) لكي أعدهاااا لتقف أمام مشاكلها وتقوم بحلّها بقدر ما تستطيع وتقف قوية واثقة صامدة أمام طريقها الذي إختارته بنفسها فعملت مايلي :
- سأدرب إبنتي على القراااااءة والقراااااءة والقرااااااااءة ... مع أن أمّها قد طبّقت ماتفعله اليابانيات حيث كانت تقرأ القصص للبنت وتسمعها القرآن كثيرااااااااا وهي في بطنهاااا ..
- سأجعل لها ملفا خاصا للرسومات التي ترسمها في وقت ( الرسم ) حتى ترى إنجازها إذا كبرت وفهمت .
- سأجعل لوحة ( فلّين ) في مجلس الضيوف حتى يرى الزائرون جداول خططها وإبداعاتها ورسوماتها ( ولو كانت شخابيط ) ويمدحونها عليه .
- سأجعل مكتبة صغيرة فيها بعض الكتب المصوّرة وأجعلها تتصفّحهاا قبل أن تنام .
- سأكرر عليها كلمة ( تخطيط ) ، ( خطّتي ) ، (برنامج ) ( ماذا عندك من برنامج اليوم العصر ) ومن هذه المصطلحات .
- سأشتري لها مسجّل ( حسب الميزانية ) وأشتري لها أشرطة القرآن للتعليم الصغار وكذلك أشرطة أناشيد .
- سأجعلها بعد تأدية برامجها الأخرى المقننة لها مثل ( ترتيب الغرفة – النوم في الوقت المحدد – الإلتزام بالأوامر – الحوار ... ) أن نذهب لأي مدينة قريبة نزور فيها الملاهي ونزور المكتبة .
- سأسجل صوت قراءتها للقرآن أو للأناشيد بالجوال وأنزله بالنت .. ( شيء ببلاش ربحه بيّن )
- أسألها كثيرا متى ستلقين أوّل دورة ...؟؟؟ مع العلم أنني أنا وأمها نلقي ونحضر دورات كثيرة بل ونسافر من أجلها ومشتركين مع مراكز تدريب كثيرة حتى تصلنا آخر الدورات عندهم .-
سأجعلها تجلس معنا في الفترة المخصصة للقراءة في البيت . وتسمع نقاشنا وتشاركنا حسب فهمهااا .
- سأغرس في نفسها حب العلم والدعوة له عن طريق إلقاء كلمة أو مسابقة أو تطبيق مهاراتها وذلك أمام بعض أولاد خالاتها أو عماتها أو حتى بعض أولاد وبنات الجيران .
- سأسألها كثيرا ( كيف تعملين هذا ... ؟؟ ) لأن طرح مثل هذا السؤال يثير التساؤلات حتى يعرف الشخص كيف يطبّق ما يعرف من مهارات ..
- سأحاول وبقدر ما أستطيع أن أحمل( أنا وأمّها ) ألقاباً علمية كحملة الماجستير أو الدكتوراه في المجال الذي نحبه لأنفسنا ، ففرق حين تكبر إبنتي وتجد أمها وأبوها يحملون هذه المؤهلات ( بحق ) أو يكونوا على معلومات آخر سنة من الجامعة .. .!!! وهذا طبعاً لنا قبل أن يكون لها .
- سأبدأ بتعليمها النورانية قبل دخول المدرسة وسأتابعها أنا وأمها في حفظها وقراءتها وتنظيمها وتربيتها بمساعدة من يتقن مثل هذه الأمور .
- سأبني الثقة في نفسها وأجعلها مسؤولة عن بعض مهام البيت بل وحتى سنأخذ بكلامها ونجعلها مسؤوولة عن نتائج إختيارها حتى لو كان يضرّها ( ضررا يمكن علاجه )
- سأجعل يوماً بالشهر نزور فيه التسجيلات الإسلامية وتشتري أي نوع من الأشرطة التي هي تريدها.
- سأجعل إبنتي تحضر دورات في تطوير الشخصية وتتشرّب مثل هذه الدورات سواء عن طريق النت مثل دورات موقع مهارتي أو أجعلها تلقي هي دورة مع قريباتها بالنت والماسنجر ، حتى إذا كبرت أصبحت شيئاً عاديا عندها .
- سأجعلها تهتمّ كثيرا بحل مشكلات غيرها ، وذلك عن طريق كسب الناس والتعامل معهم بطريقة صحيحة ( وهذه تحتاج لقراءة وتدريب ومهارات ) وبعد هذا تكتسب معلومات وتساعد غيرها على حل مشاكلهم .
- سأجعلها – بعد إقناعها – أن تشارك في أي عمل خيري يناسبها حتى تتعلّم التعامل الصحيح مع الناس وتطبّق هذا معهم عمليا ، وحتى تملأ وقتها بالنافع ولتكون في وسط معمعة المجتمع وليس بالتنظير فقط .
- سأجعلها تلخّص بعض الكتب والكتيبات وبعد كل تلخيص نتناقش به ونضع له درجاااات وبالتأكيد ستكون هديتها دورة مجانية بالمكياج من أمها << أعرف أستغل الطاقات
- سأغرس في وعي وفكر بنتي أن تطبّق المهارة التي تتعرّف عليها ولا تكون مثل أبوها يعرف المهارة ولا يطبقها إلا بعد فترة طووووويلة .
- سأحاول أن أقيم لها علاقات مع بنات زملائي وزميلات امهااااا ونضع لهن برنامج متكامل طووول السنة ( ولو لقاء شهري ) ويكون كالمركز الصيفي ( وطبعاً أنا الآن اخطط لمثل هذا المركز لأولاد أخواني وأخواتي .... لهذه العطلة ولعلها تكون مفتاح لما بعدها ) -
سأغرس في نفسها أن الله خلقها وأستخلفها في الأرض وأعطاها طاقات تختلف عن غيرها حتى تبذل وتسعى وتعمل وتشارك معتقدة أن عملها – الخيري التطوعي – أو – الرسمي – هو طريقة لنيل السعادة والحصول على حاجات هي تحتاجها في حياتها كالشهرة وكالعلم والمخالطة والتنظيم والصبر على الناس و....
- سأتفق مع أمها أن تتعوّد على الترتيب والتنظيم (والسنع ) والتدبير المنزلي وكل أعمال البيت ، مع وجود الخادمة ، لأني لن أضمن أن يكون في بيتها خادمة . مع ان عمل البيت فيه ملء للفراغ وإكتشاف الطاقااات .
- سأحاول أن أقنعها أن تدخل المحاضن التربوية ومن خلف الكواليس بالتفاهم مع المشرفات نجعلهنّ يكلّفنها بتحضير دروس أو إلقاء كلمات ( ليس بالغصب ولكن حتى تكتشف طاقتها بنفسها ) كما قال د كفاح فياض ( لا أحد يستطيع أن يعرف ماذا يمكن أن يفعل أو يحقّق قبل أن يجرب )
- سأجعل في التخطيط العائلي الخاص ببيتنا درجات كثيرة على من يسمع شريطاً ويكتب النقاط المهمّة فيه حيث أن في بعض الأشرطة خبرة ذلك الملقي الطويلة .
- سأجعل إبنتي تكتب مقالات << مثل أبوها وأمّها وترسلها في المنتديات أو للجريدة وكذلك أجعلها بالترغيب تشارك في اللقاءات الحوارية في إذاعة القرآن أو في إذاعة الرياض أو غيرها.
- سأغرس في بنتي أن سعادتها في يدها وليست في يد زوجها أو في يد أبيها أو أمها أو في وظيفتها ..
- سأملأ قلبها أن الرزق بيد الله وأن الوظيفة سبب ، ولكن الحركة بركة وإخراج الطاقات بأي طريقة سيجلب لها الخير دام أن الله قد قدّره لها.
طيب ... أنت تقول أنك ستحميها من خيانة زمانها وزوجها...!!! وين هالكلاااااام هذا ..؟؟
نعم ... إن من يدخل الحياة وهو يفهم أنه جاهل وأن حاجته للعلم أكثر من حاجته للطعام والشراب فهو بالتأكيد سيتعلّم ويتعلّم ويتعلّم .. ولكن المشكلة أن المتعلمين أحيانا لم يكونوا على فهم بهذه النقطة إلا بعد أن كبروا وصارت أعمارهم فوق ال15 سنة ، فإذا بهم يتعلّمون ولكن يصارعون تلك التربية التي ربّاها عليها أبائهم وأمهاتهم وخاصة إذا كانوا أميين ( حقيقة أو مجازا ) ولذلك حرصت على أن يكون أبنائي منذ أول خطوة لهم في هذه الحياة قد بدأوا مشوار العلم والتعلّم ، مع إيماني التااام بأن تعليم أولادي سيجعلهم يخرجون عن سيطرة عقلي وسيطرة تربيتي وتفكيري ، فقد يكون أحدهم أفضل مني حتى في مجااالي أنا ...
وذلك بأن إخترت والدتهم التي هي مثقّفة في دنياها كثيراااا .
وأول إحساني بكم يا أحبتي **** تخيري لطيبة الإحسان بادٍ عفافها
ومن تعلّم فقد فهم الحياة التي يعيشها الآن وبالتأكيد أنه سيفهم ويستعد للحياة التي أمامه ، ويا ما من المشاكل قرأت عنها أو عايشتها مع نفسي ومع أهلي ومع الناس ، فتتشابك الأمور وتصعب الحلول وتشين النفوس و..!!! وبعد فترة أقرأ مقالا أو أتابع برنامجاً أو أسمع شريطا وأجد الحل الناااجع والبسيط ، ولكن جهلناااااااا أعمى قلوبنا فصار وضعنا لما هو عليه الآن وصدق الله (إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) من الجهل والطغيان .
فلو خانها زوجها في المستقبل – لاقدر الله – ستكون عارفة أن هذا قضاء وقدر وأن حلّها بيدها وأن تأكيدها لذاتها أكثر من ذي قبل وستكون عارفة للطريقة الصحيحة للحل دون فضيحة أو صراخ أو محاكم ... إلا إذا وصل الوضع للكي – وآخر العلاج الكي – تخبر من تراه قادرا على حلّ مشكلتها ... حتى لو لم أعرف أي شيء عن مشكلتها ... لأنني قد لا أكون موجودا آنذاك ...
منقول للفائده ..