I Love U
04 Jul 2009, 10:51
جون رونالد رويال تولكين(John Ronald Reuel Tolkien)
-3يناير 1892: 2سبتمبر 1973- كان عالما لغويا إنجليزيا وكاتبا روائيا وشاعرا وأستاذا جامعيا
عمل أستاذا للغات الأنجلوساكسونية في جامعة أوكسفورد من 1925: 1945 وللغة الإنجليزية والأدب 1945: 1959
اشتهر بأهم رواياته وهي الهوبيت وثلاثية سيد الخواتم اللذان يشكلا ملحمة حرب الخواتم وتخصص في الرواية الأسطورية متميزا بخلق عوالم متكاملة تجد لها قدرة سحرية على الإقناع بابتكاره عمقا تاريخيا وماضي حي لروايته وترابطها مع بعضها في الأحداث حتى لو كانت بأبطال مختلفين تماما
أسس مع صديقه سي أس لويس ( C. S. Lewis) رابطة للأدب الخيالي (the Inklings.) وتميز كلاهما بابتكار تقنية أدبية جديدة عرفت باسم العوالم الكامنة أو العوالم التولكينية حيث يخترع المؤلف عالما مختفيا خلف عالمنا المعروف يسير بنفس قوانينه ومنطقه باستثناء ما يضعه المؤلف من كائنات وقدرات أسطورية ونلاحظ تأثيريهما الشديد على الكثير من مؤلفي الخيال العلمي الذين يستخدمون هذه التقنية كما نراها واضحة في روايات هاري بوتر ل جي كى رولينج لذا فيعرف بأبي الأدب الخيالي.
كما أنه تميز بابتكارات فريدة مثل اختراعه للغة كاملة هي لغة الجن والتي كتبها بالحروف الرونية القديمة وذكر نطق كلماتها بل وضع لها قاموسا ليساعد القراء؟!
ينتمي تولكين لأصول ساكسونية (ألمانية) قديمة ولد في جنوب أفريقيا وتعرض هناك للدغة عنكبوت سام مما نرى أثره في روايته حيث تكاد تكون العناكب أشد المخلوقات إرعابا وسط حشد الكائنات العجيبة التي يتكلم عنها وهناك لاقى عناية طيبة من طبيب بريطاني يدعى كويمبي ذكر أنه من تحول لشخصية جاندلف الرمادي في رواياته.
تعلم اللغات وبالذات اللاتينية منذ سن مبكرة جدا (4سنوات!) على يد والدته وكانت تشجعه على القراءة بروايات مثل أليس في بلاد العجائب ليقع في عشق الأدب الخيالي ويصبح من أهم رواده فيما بعد
شارك في شبابه في الحرب العالمية الأولى وهو ما نجد أثره في بعض رواياته وخصوصا الأكوانتا أو السليمارية (Silmarillion) وأثناء علاجه من إصابته أثناء الحرب في فرنسا كتب أول محاولة أدبية أسماها كتاب الحكايات المفقودة (The Book of Lost Tales)
بعد الحرب عمل بجامعة أوكسفورد ضمن فريق القاموس الشهير ليصبح فيما بعد أستاذا في نفس الجامعة وألف عدة كتب جامعية لا تبتعد كثيرا عن عشقه الأدبي فنجد كتابا عن قصص الجنيات 1939 (1939 On Fairy-Stories) ومقال بعنوان خيول عربة الشيطان (1925 The Devil's Coach Horses).
كان تولكين يعشق بشدة أساطير السلت (قبائل الاسكتلنديين القديمة) فحاول جمع بعضها في صورة ملحمية على غرار الأساطير اليونانية فكتب الأكوانتا التي عرفت فيما بعد باسم السليمارية وهي رواية لها قصة غريبة فقد حاول نشرها فرفض الناشر ووصفها ب(سلتية أكثر من اللازم!Too much Celtic!) وطلب منه رواية أكثر بساطة ليقوم بإعادة كتابة قصة الهوبيت (الرواية التي بين أيدينا) التي ألفها لتسلية أولاده الثلاثة كحدوتة قبل النوم. مشيرا فيها لأحداث وقعت في السليمارية واعتبرها التاريخ السابق لباقي روايته التي تلتها وهو الأمر الذي أصبح طابعا مميزا لرواياته فيما بعد وإذا بالهوبيت عند نشرها 1937 تحقق نجاحا كاسحا شجعه على محاولة نشر السليمارية مرة أخرى لكنه شجع الناشر أكثر على طلب رواية مماثلة للهوبيت لتقبع السليمارية في الأدراج تستخدم كتاريخ لأهم أعماله على الإطلاق وأكثرها شهرة ثلاثية سيد الخواتم( The Lord of the Rings ) التي استغرق في كتابتها عشر سنوات شهدت الحرب العالمية الثانية وتأثر بها بشدة حتى نكاد نشير لبعض أحداثها في الرواية مثل سقوط الروهان حتى تحررها على يد قائد جيوشها الذي طرده الوزير الخائن مقارنة بسقوط فرنسا حتى تحررها على يد الجنرال ديجول الذي نفاه بوتان المتعاون مع الألمان. وغيرها من المواقف المتشابهة.
والرواية عموما ممتلئة بالرموز التي كتبت المقالات والأبحاث في تفسيرها.
نشرت رواية سيد الخواتم على ثلاثة أجزاء رفقة الخاتم 1954 (The Fellowship of the Ring) والبرجان 1954(The Two Towers) وعودة الملك 1955(The Return of the King ) لتحقق نجاحا تاريخيا ويعتبرها الكثيرون أهم حدث أدبي على الإطلاق في القرن العشرين.
بعدها رأى تولكين أن السليمارية تحتاج للكثير من المراجعة والتصحيح لتوافق ما نشر بعدها ويبدو أن ثقل هذه المهمة جعله يتكاسل عن إتمامها فبقيت حبيسة أدراجه حنى وفاته
وقام بنشر عدد آخر من المؤلفات بعضها يدور في الأرض الوسطى أو الآردا ( arda )العالم الذي اخترعه تولكين مثل ملحمة شعرية باسم مغامرات توم بومباديل(1962 The Adventures of Tom Bombadil )
وقصص قصيرة مثل الشجرة والأوراق (1964 Tree and Leaf (On Fairy-Stories )
كما ألف عدد من الكتب التي تشرح وتعلق على سيد الخواتم مثل شروح الأسماء وأصولها اللغوية سواء في اللغات العادية أو في لغة الجن التي اخترعها.
قبل وفاته أوصى ابنه الأوسط كريستوفر الذي عمل كمحرر أدبي (EDITORيقوم بتنسيق وتهذيب الكتب والروايات بمثل ما يقوم به المحرر الصحفي للجريدة وهي مهنة لا تكاد توجد في عالمنا العربي) كما أنه كان لصيقا بأعمال أبيه وحين كان في الخامسة عشر من عمره قام برسم الأماكن التي وصفها والده في شكل خرائط ألحقت بعد ذلك بالطبعات الأحدث فاختاره الأب ليوصيه بنشر الأكوانتا التي سميت حين النشر على اسم أحجار القوة الثلاثة (السليمرات)التي يدور حولها الصراع فعرفت بالسليمارية على غرار تسمية الملحمة السابقة باسم الخاتم الذي يتصارع عليه الجميع. بذل كريستوفر تولكين مجهودا هائلا لإصلاح الرواية وجعلها متوافقة مع ما نشر بعدها والأهم من ذلك ملأ ما بها من فجوات وتهذيب فوضى الأسماء فقد كان المؤلف يعطي لكل شخصية أكثر من اسم ثم يغير هذه الأسماء فجأة وهي المشكلة التي كانت أصعب في ما نشر بعد السليمارية.
حققت السليمارية آخر أجزاء ملحمة حرب الخواتم (لأنها تحوي في نهايتها ظهور صاحب الخاتم والحروب الأولى ضده فتعد جزءا خامسا سابقا للملحمة) نجاحا عندما نشرت بعد وفاة مؤلفها بأربعة أعوام 1977مما شجع كريستوفر على نشر أعمال أخرى لأبيه مثل القصص غير التامة (1980Unfinished Tales of Númenor and Middle-earth )
وهي تسبق السليمارية في الترتيب الزمني وسميت غير التامة لأن مؤلفها لم يكملها أبدا فنجح جزئيها نجاحا كبيرا
فقام الابن بجمع كل ما كتبه والده من روايات ومسودات وأوراق تتعلق بالأرض الوسطى وقام بتركها على حالها مع شرح مستفيض منه وأصدرها في موسوعة كبيرة من اثنا عشر جزءا بعد الاكتفاء بالإشارة فقط لأحداث السليمارية ورباعية سيد الخواتم من 1983 إلى 1996 تبدأ بكتاب الحكايات المفقودة الذي كتبه المؤلف أثناء الحرب العالمية الثانية وتنتهي بشعوب الأرض الوسطى.
*****************************
مقدمة المترجم للرواية:
=====================
من هم الهوبيت؟ إنهم كائنات طيبة قصيرة بعضها هاديء مثل آل باجينز والآخر مشاغب مثل آل تووك يحبون الطعام والمرح والتنزه في المروج على أي شيء آخر ليست لهم لحية مقارنة بغيرهم من القصار مثل الأقزام.
إنهم أطفالنا! فوصف الهوبيت يماثل وصف طفل طيب يمتلك نضج سنيا يسمح له بحرية القرار مع احتفاظه ببراءة ونقاء الطفولة وهو ما أكده المؤلف على لسان ثورين في نهاية الرواية " يا طفل الغرب الطيب" المؤلف يراهن على ما في الأطفال من قوة وعزيمة كامنتين قوة لا تستمد بطشها من أي مصدر ملوث كالمال أو العلم أو السحر أو العضلات وغيرها من المصادر التي يستطيع الشر أن ينهل منها مثله مثل الخير فالقوة الكامنة في الأطفال وإدراكهم لحقائق واضحة قد تغيبها الشهوات عن أعين الكبار تنبع من البراءة وحب الخير والجمال وهي منابع لا يستطيع الشر أن يذوقها.
نجد أن بيلبو في هذه الرواية يدرك القيمة الحقيقية للذهب الذي يتصارعون من أجله ولذا يكون أفضل الرابحين في النهاية وفي الثلاثية الشهيرة يدرك فرودو الضعيف أهمية عدم الاستسلام للشر بينما سارومان القوي الحكيم ذو العلم يندفع في محيط الشر بحثا عن القوة
لأن الطفل حتى لو أعجبه شكل الذهب وبريقه كما حدث لبيلبو فإنه يحتفظ ببساطة تنقذ رأسه سريعا من سكرته.
والهوبيت يملكون الشجاعة ليست شجاعة المعركة التي لا يقوون عليها وإنما شجاعة اتخاذ القرار الصحيح والإصرار على تحمل نتائجه وهي شجاعة لم يمتلكها بعض من اندفعوا يتحدون الموت في المعركة أثناء بحث بيلبو عن مكان أمين ينجو فيه!
هذه الرواية هي أول ما نشر من سيد الخواتم وثانيها في قدر الشهرة وهي أبسط كثيرا من أحداث الثلاثية وموجهة بالذات للأطفال فنجد لغتها بسيطة والراوي يبدو كوالد يخاطب ابنه قبل النوم وهو بالفعل ما كان يفعله تولكين لأطفاله الثلاثة حيث كان يقص عليهم تلك القصة.
لكن هذا لا ينفي أنها تصلح لكل الأعمار وخاصة بين من يتذوقون الأدب الخيالي فالصراع فيها محتدم خاصة قرب النهاية ونلاحظ فيها التغير التدريجي في شخصية بطلنا بيلبو باجينز أثناء مروره بالمتاعب والكوارث المتتالية ثم خروجه منها بفضل فطنته وحظه ثم شجاعته التي نمت على مهل
بعض الملاحظات قبل البدء في الترجمة
أولا شخصيات الرواية: يتحدث المؤلف عن عالم أسطوري تتواجد شخصياته بكثرة في الأساطير الإنجليزية باستثناء الهوبيت الذين هم من اختراع المؤلف ومن قرءوا هاري بوتر سيجدون الأجناس مألوفة مع استثناءات بسيطة بالذات فيما يتعلق بالجن
الأجناس الطيبة:الجن (elves) طوال يعمرون آلاف السنين
والسحرة (wizards) مثل جاندلف ويعيشون بضع مئات
والهوبيت يعيشون ما يقرب من قرن وخمسون عاما عمر بيلبو تعد مرحلة شباب.
والأقزام (dwarves )بعضهم طيب لكن جميعهم يعشقون الذهب ويقومون بكل ما يتعلق بالمعادن والتعدين
و أخيرا البشر( men ) نجدهم إما محاربين أو زراع أو تجار
الكائنات الشريرة متنوعة والواقع أن هناك ثراء في الفولكلور الإنجليزي في مختلف المخلوقات الشريرة فنجد ( trolls ) وترجمتها كعمالقة
أما ( giants ) فترجمتها مردة جمع مارد
و( goblins ) وترجمتها غيلان وهم المقابل الشرير للجن وقد تكون ترجمتها بالعفاريت أدق لغويا لكنني فضلت الغيلان لأنها أولا أكثر شيوعا في الترجمات العربية المختلفة وثانيا لأنها أكثر ارتباطا بالعنف والقسوة اللذان يتميز بهما تلك المخلوقات
وأخيرا العناكب (spiders)
والغيلان أو ما سمي في باقي الاجزاء بالاورك هم الشر السائد في تلك الفترة وسادوا على غيرهم من قوى الشر باستثناء الساحر الأسود سارون (Necromancer) قبل أن يقضى عليهم ويصبح دورهم محدودا للغاية في باقي أجزاء الملحمة ليفسحوا المجال للأوركهاي
بالنسبة للتنين الهدف الرئيسي من المغامرة فيسمى أيضا بالدودة البرية ( wild worm ) وهو اسم شائع مثلما سميت رواية برام ستوكر عرين الدودة البيضاء أي عرين التنينة البيضاء وقد ترجمتها أحيانا دودة وأحيانا زواحف حسب الموقف.
معظم أسماء الأماكن والشخصيات تركتها كما هي دون ترجمة مع الإشارة لذلك في الهامش.
ألقاب الحكام (lord ) ترجمتها سيد
بينما (master) ترجمتها زعيم وكذلك (chief) ونلاحظ أن مدينة دال كانت خاضعة لملك ما تحت الجبل لكن كان لها سيدها الخاص من البشر.
نلاحظ أن بعض المواقع تتحدث عن الكتاب الأحمر للمسيرة في الغرب ويستمارش ( red book of westmarsh ) كما أن المؤلف يذكره في مقدمة الطبعة التي تمت ترجمتها وهو كتاب خيالي ذكره المؤلف في مقدمة الطبعات الأولى ذكر أن قوم الهوبيت توارثوا مذكرات بيلبو وفرودو معا في كتاب ذو غلاف أحمر يمثل مجدهم التاريخي وقد وصلت نسخة منه للمؤلف فقام بترجمته
ملاحظة أخرى أسماء المدن والأماكن قد تتعدد للمكان الواحد فمثلا الجبل الوحيد يسمى بعرين التنين وأيضا إربور ولذا نجد أن الخرائط التي تصف الأماكن قد تختلف أسماؤها عن الأسماء الشائعة في أحداث الرواية.
-3يناير 1892: 2سبتمبر 1973- كان عالما لغويا إنجليزيا وكاتبا روائيا وشاعرا وأستاذا جامعيا
عمل أستاذا للغات الأنجلوساكسونية في جامعة أوكسفورد من 1925: 1945 وللغة الإنجليزية والأدب 1945: 1959
اشتهر بأهم رواياته وهي الهوبيت وثلاثية سيد الخواتم اللذان يشكلا ملحمة حرب الخواتم وتخصص في الرواية الأسطورية متميزا بخلق عوالم متكاملة تجد لها قدرة سحرية على الإقناع بابتكاره عمقا تاريخيا وماضي حي لروايته وترابطها مع بعضها في الأحداث حتى لو كانت بأبطال مختلفين تماما
أسس مع صديقه سي أس لويس ( C. S. Lewis) رابطة للأدب الخيالي (the Inklings.) وتميز كلاهما بابتكار تقنية أدبية جديدة عرفت باسم العوالم الكامنة أو العوالم التولكينية حيث يخترع المؤلف عالما مختفيا خلف عالمنا المعروف يسير بنفس قوانينه ومنطقه باستثناء ما يضعه المؤلف من كائنات وقدرات أسطورية ونلاحظ تأثيريهما الشديد على الكثير من مؤلفي الخيال العلمي الذين يستخدمون هذه التقنية كما نراها واضحة في روايات هاري بوتر ل جي كى رولينج لذا فيعرف بأبي الأدب الخيالي.
كما أنه تميز بابتكارات فريدة مثل اختراعه للغة كاملة هي لغة الجن والتي كتبها بالحروف الرونية القديمة وذكر نطق كلماتها بل وضع لها قاموسا ليساعد القراء؟!
ينتمي تولكين لأصول ساكسونية (ألمانية) قديمة ولد في جنوب أفريقيا وتعرض هناك للدغة عنكبوت سام مما نرى أثره في روايته حيث تكاد تكون العناكب أشد المخلوقات إرعابا وسط حشد الكائنات العجيبة التي يتكلم عنها وهناك لاقى عناية طيبة من طبيب بريطاني يدعى كويمبي ذكر أنه من تحول لشخصية جاندلف الرمادي في رواياته.
تعلم اللغات وبالذات اللاتينية منذ سن مبكرة جدا (4سنوات!) على يد والدته وكانت تشجعه على القراءة بروايات مثل أليس في بلاد العجائب ليقع في عشق الأدب الخيالي ويصبح من أهم رواده فيما بعد
شارك في شبابه في الحرب العالمية الأولى وهو ما نجد أثره في بعض رواياته وخصوصا الأكوانتا أو السليمارية (Silmarillion) وأثناء علاجه من إصابته أثناء الحرب في فرنسا كتب أول محاولة أدبية أسماها كتاب الحكايات المفقودة (The Book of Lost Tales)
بعد الحرب عمل بجامعة أوكسفورد ضمن فريق القاموس الشهير ليصبح فيما بعد أستاذا في نفس الجامعة وألف عدة كتب جامعية لا تبتعد كثيرا عن عشقه الأدبي فنجد كتابا عن قصص الجنيات 1939 (1939 On Fairy-Stories) ومقال بعنوان خيول عربة الشيطان (1925 The Devil's Coach Horses).
كان تولكين يعشق بشدة أساطير السلت (قبائل الاسكتلنديين القديمة) فحاول جمع بعضها في صورة ملحمية على غرار الأساطير اليونانية فكتب الأكوانتا التي عرفت فيما بعد باسم السليمارية وهي رواية لها قصة غريبة فقد حاول نشرها فرفض الناشر ووصفها ب(سلتية أكثر من اللازم!Too much Celtic!) وطلب منه رواية أكثر بساطة ليقوم بإعادة كتابة قصة الهوبيت (الرواية التي بين أيدينا) التي ألفها لتسلية أولاده الثلاثة كحدوتة قبل النوم. مشيرا فيها لأحداث وقعت في السليمارية واعتبرها التاريخ السابق لباقي روايته التي تلتها وهو الأمر الذي أصبح طابعا مميزا لرواياته فيما بعد وإذا بالهوبيت عند نشرها 1937 تحقق نجاحا كاسحا شجعه على محاولة نشر السليمارية مرة أخرى لكنه شجع الناشر أكثر على طلب رواية مماثلة للهوبيت لتقبع السليمارية في الأدراج تستخدم كتاريخ لأهم أعماله على الإطلاق وأكثرها شهرة ثلاثية سيد الخواتم( The Lord of the Rings ) التي استغرق في كتابتها عشر سنوات شهدت الحرب العالمية الثانية وتأثر بها بشدة حتى نكاد نشير لبعض أحداثها في الرواية مثل سقوط الروهان حتى تحررها على يد قائد جيوشها الذي طرده الوزير الخائن مقارنة بسقوط فرنسا حتى تحررها على يد الجنرال ديجول الذي نفاه بوتان المتعاون مع الألمان. وغيرها من المواقف المتشابهة.
والرواية عموما ممتلئة بالرموز التي كتبت المقالات والأبحاث في تفسيرها.
نشرت رواية سيد الخواتم على ثلاثة أجزاء رفقة الخاتم 1954 (The Fellowship of the Ring) والبرجان 1954(The Two Towers) وعودة الملك 1955(The Return of the King ) لتحقق نجاحا تاريخيا ويعتبرها الكثيرون أهم حدث أدبي على الإطلاق في القرن العشرين.
بعدها رأى تولكين أن السليمارية تحتاج للكثير من المراجعة والتصحيح لتوافق ما نشر بعدها ويبدو أن ثقل هذه المهمة جعله يتكاسل عن إتمامها فبقيت حبيسة أدراجه حنى وفاته
وقام بنشر عدد آخر من المؤلفات بعضها يدور في الأرض الوسطى أو الآردا ( arda )العالم الذي اخترعه تولكين مثل ملحمة شعرية باسم مغامرات توم بومباديل(1962 The Adventures of Tom Bombadil )
وقصص قصيرة مثل الشجرة والأوراق (1964 Tree and Leaf (On Fairy-Stories )
كما ألف عدد من الكتب التي تشرح وتعلق على سيد الخواتم مثل شروح الأسماء وأصولها اللغوية سواء في اللغات العادية أو في لغة الجن التي اخترعها.
قبل وفاته أوصى ابنه الأوسط كريستوفر الذي عمل كمحرر أدبي (EDITORيقوم بتنسيق وتهذيب الكتب والروايات بمثل ما يقوم به المحرر الصحفي للجريدة وهي مهنة لا تكاد توجد في عالمنا العربي) كما أنه كان لصيقا بأعمال أبيه وحين كان في الخامسة عشر من عمره قام برسم الأماكن التي وصفها والده في شكل خرائط ألحقت بعد ذلك بالطبعات الأحدث فاختاره الأب ليوصيه بنشر الأكوانتا التي سميت حين النشر على اسم أحجار القوة الثلاثة (السليمرات)التي يدور حولها الصراع فعرفت بالسليمارية على غرار تسمية الملحمة السابقة باسم الخاتم الذي يتصارع عليه الجميع. بذل كريستوفر تولكين مجهودا هائلا لإصلاح الرواية وجعلها متوافقة مع ما نشر بعدها والأهم من ذلك ملأ ما بها من فجوات وتهذيب فوضى الأسماء فقد كان المؤلف يعطي لكل شخصية أكثر من اسم ثم يغير هذه الأسماء فجأة وهي المشكلة التي كانت أصعب في ما نشر بعد السليمارية.
حققت السليمارية آخر أجزاء ملحمة حرب الخواتم (لأنها تحوي في نهايتها ظهور صاحب الخاتم والحروب الأولى ضده فتعد جزءا خامسا سابقا للملحمة) نجاحا عندما نشرت بعد وفاة مؤلفها بأربعة أعوام 1977مما شجع كريستوفر على نشر أعمال أخرى لأبيه مثل القصص غير التامة (1980Unfinished Tales of Númenor and Middle-earth )
وهي تسبق السليمارية في الترتيب الزمني وسميت غير التامة لأن مؤلفها لم يكملها أبدا فنجح جزئيها نجاحا كبيرا
فقام الابن بجمع كل ما كتبه والده من روايات ومسودات وأوراق تتعلق بالأرض الوسطى وقام بتركها على حالها مع شرح مستفيض منه وأصدرها في موسوعة كبيرة من اثنا عشر جزءا بعد الاكتفاء بالإشارة فقط لأحداث السليمارية ورباعية سيد الخواتم من 1983 إلى 1996 تبدأ بكتاب الحكايات المفقودة الذي كتبه المؤلف أثناء الحرب العالمية الثانية وتنتهي بشعوب الأرض الوسطى.
*****************************
مقدمة المترجم للرواية:
=====================
من هم الهوبيت؟ إنهم كائنات طيبة قصيرة بعضها هاديء مثل آل باجينز والآخر مشاغب مثل آل تووك يحبون الطعام والمرح والتنزه في المروج على أي شيء آخر ليست لهم لحية مقارنة بغيرهم من القصار مثل الأقزام.
إنهم أطفالنا! فوصف الهوبيت يماثل وصف طفل طيب يمتلك نضج سنيا يسمح له بحرية القرار مع احتفاظه ببراءة ونقاء الطفولة وهو ما أكده المؤلف على لسان ثورين في نهاية الرواية " يا طفل الغرب الطيب" المؤلف يراهن على ما في الأطفال من قوة وعزيمة كامنتين قوة لا تستمد بطشها من أي مصدر ملوث كالمال أو العلم أو السحر أو العضلات وغيرها من المصادر التي يستطيع الشر أن ينهل منها مثله مثل الخير فالقوة الكامنة في الأطفال وإدراكهم لحقائق واضحة قد تغيبها الشهوات عن أعين الكبار تنبع من البراءة وحب الخير والجمال وهي منابع لا يستطيع الشر أن يذوقها.
نجد أن بيلبو في هذه الرواية يدرك القيمة الحقيقية للذهب الذي يتصارعون من أجله ولذا يكون أفضل الرابحين في النهاية وفي الثلاثية الشهيرة يدرك فرودو الضعيف أهمية عدم الاستسلام للشر بينما سارومان القوي الحكيم ذو العلم يندفع في محيط الشر بحثا عن القوة
لأن الطفل حتى لو أعجبه شكل الذهب وبريقه كما حدث لبيلبو فإنه يحتفظ ببساطة تنقذ رأسه سريعا من سكرته.
والهوبيت يملكون الشجاعة ليست شجاعة المعركة التي لا يقوون عليها وإنما شجاعة اتخاذ القرار الصحيح والإصرار على تحمل نتائجه وهي شجاعة لم يمتلكها بعض من اندفعوا يتحدون الموت في المعركة أثناء بحث بيلبو عن مكان أمين ينجو فيه!
هذه الرواية هي أول ما نشر من سيد الخواتم وثانيها في قدر الشهرة وهي أبسط كثيرا من أحداث الثلاثية وموجهة بالذات للأطفال فنجد لغتها بسيطة والراوي يبدو كوالد يخاطب ابنه قبل النوم وهو بالفعل ما كان يفعله تولكين لأطفاله الثلاثة حيث كان يقص عليهم تلك القصة.
لكن هذا لا ينفي أنها تصلح لكل الأعمار وخاصة بين من يتذوقون الأدب الخيالي فالصراع فيها محتدم خاصة قرب النهاية ونلاحظ فيها التغير التدريجي في شخصية بطلنا بيلبو باجينز أثناء مروره بالمتاعب والكوارث المتتالية ثم خروجه منها بفضل فطنته وحظه ثم شجاعته التي نمت على مهل
بعض الملاحظات قبل البدء في الترجمة
أولا شخصيات الرواية: يتحدث المؤلف عن عالم أسطوري تتواجد شخصياته بكثرة في الأساطير الإنجليزية باستثناء الهوبيت الذين هم من اختراع المؤلف ومن قرءوا هاري بوتر سيجدون الأجناس مألوفة مع استثناءات بسيطة بالذات فيما يتعلق بالجن
الأجناس الطيبة:الجن (elves) طوال يعمرون آلاف السنين
والسحرة (wizards) مثل جاندلف ويعيشون بضع مئات
والهوبيت يعيشون ما يقرب من قرن وخمسون عاما عمر بيلبو تعد مرحلة شباب.
والأقزام (dwarves )بعضهم طيب لكن جميعهم يعشقون الذهب ويقومون بكل ما يتعلق بالمعادن والتعدين
و أخيرا البشر( men ) نجدهم إما محاربين أو زراع أو تجار
الكائنات الشريرة متنوعة والواقع أن هناك ثراء في الفولكلور الإنجليزي في مختلف المخلوقات الشريرة فنجد ( trolls ) وترجمتها كعمالقة
أما ( giants ) فترجمتها مردة جمع مارد
و( goblins ) وترجمتها غيلان وهم المقابل الشرير للجن وقد تكون ترجمتها بالعفاريت أدق لغويا لكنني فضلت الغيلان لأنها أولا أكثر شيوعا في الترجمات العربية المختلفة وثانيا لأنها أكثر ارتباطا بالعنف والقسوة اللذان يتميز بهما تلك المخلوقات
وأخيرا العناكب (spiders)
والغيلان أو ما سمي في باقي الاجزاء بالاورك هم الشر السائد في تلك الفترة وسادوا على غيرهم من قوى الشر باستثناء الساحر الأسود سارون (Necromancer) قبل أن يقضى عليهم ويصبح دورهم محدودا للغاية في باقي أجزاء الملحمة ليفسحوا المجال للأوركهاي
بالنسبة للتنين الهدف الرئيسي من المغامرة فيسمى أيضا بالدودة البرية ( wild worm ) وهو اسم شائع مثلما سميت رواية برام ستوكر عرين الدودة البيضاء أي عرين التنينة البيضاء وقد ترجمتها أحيانا دودة وأحيانا زواحف حسب الموقف.
معظم أسماء الأماكن والشخصيات تركتها كما هي دون ترجمة مع الإشارة لذلك في الهامش.
ألقاب الحكام (lord ) ترجمتها سيد
بينما (master) ترجمتها زعيم وكذلك (chief) ونلاحظ أن مدينة دال كانت خاضعة لملك ما تحت الجبل لكن كان لها سيدها الخاص من البشر.
نلاحظ أن بعض المواقع تتحدث عن الكتاب الأحمر للمسيرة في الغرب ويستمارش ( red book of westmarsh ) كما أن المؤلف يذكره في مقدمة الطبعة التي تمت ترجمتها وهو كتاب خيالي ذكره المؤلف في مقدمة الطبعات الأولى ذكر أن قوم الهوبيت توارثوا مذكرات بيلبو وفرودو معا في كتاب ذو غلاف أحمر يمثل مجدهم التاريخي وقد وصلت نسخة منه للمؤلف فقام بترجمته
ملاحظة أخرى أسماء المدن والأماكن قد تتعدد للمكان الواحد فمثلا الجبل الوحيد يسمى بعرين التنين وأيضا إربور ولذا نجد أن الخرائط التي تصف الأماكن قد تختلف أسماؤها عن الأسماء الشائعة في أحداث الرواية.