ANA MABSOOOOOT
30 May 2009, 11:09
في 6 مايو 2009 | عدد الزيارات 2,030 تراه من أعزأصدقائي
شاب مستدير الوجه، ممتلئ الخدين، يعلوهما شعر خفيف، باسم المحيا، متوسط القامة، هادئ الطبع، لقيته في ساحة مسجد الهلتون في جدة، وبعد تبادل التراحيب قال: هل تذكرني، قلت: لا، قال أتعرف مريام الأميركية «الفتاة التي ماتت في رمضان وبعدها عرضت مقابلتك معها في قناة «الراي»، ثم اعادتها اقرأ»، قلت: رحمها الله، كانت مثلاً لصادقي الإيمان، قال «أنا السعودي الذي ذكرته مريام في مقدمة حلقتك وقام بإرسال سورة (مريم) اليها عبر «النت» وأسلمت على يدي ولله الحمد. ثم كشف لي عن صفحات مشرقة لحياة مريام لا أعرفها سيكتبها لي صاحبنا الشاب.
وعلمت انه يعمل مضيفاً في الخطوط الجوية السعودية. بعد اللقاء بيوم جمعنا غداء مع المضيف في منزل صديقنا والصديق القديم والدائم للقنصلية الكويتية في جدة حسام القحطاني (بونفال)، فسألته: اذكر لنا من الاحداث التي مرت بك بين السماء والأرض، فسرد عدة حوادث أروي احداها للعبرة، ولتعلم ادب النصح بل وفن توصيل الرسالة. وطلب المضيف عدم ذكر اسمه ولا اسم الفنان الخليجي، لكن المضيف نسي ان مقاطع الغناء التي استشهد بها في القصة تدل على الفنان المعروف.
قال المضيف الشاب: في عام 2006 كنت على احدى رحلات الخطوط الداخلية، وانتبهت لوجود الفنان معنا على الرحلة وكان جالساً في أول كرسي من الطائرة بالدرجة الأولى وبرفقته احد اصدقائه، فقلت في نفسي لم لا اقدم له نصيحة من يحب له الخير، ومن تجربتي كنت كلما اردت ان اكلم انساناً لأدعوه اجد صعوبة على نفسي في بادئ الأمر ولكن بمجرد ان انوي ذلك بصدق اجد ان الله ييسر لي الأمر، أقلعت الطائرة وبدأنا بتقديم الخدمات وكنت اثناء ذلك اقول في نفسي: كيف ابدأ وماذا سأقول، ففكرت وقلت الله يعين، وبعد ان انتهينا من الخدمة استأذنت مشرف الطائرة ان اذهب لأكلم الفنان (…) فقال لي: ايوه روح كلمه يمكن الله يهديه فشجعني، رحت للفنان وسلمت عليه وقلت له يا بوعبدالله والله اني من اكبر المعجبين بك فطالعني وهو مبتسم وكأن لسان حاله يقول: «والله انه وراك مصيبة يالمطوع» وقال حياك. فقلت: ودي اكلمك على انفراد، قال كلمني هنا لأني والله تعبان ما فيني أقوم، وهنا تدخل صاحبه وقال فعلاً أبو عبدالله تعبان ولكن إيش رايك تجلس مكاني وأنا راح أجلس في الخلف وكلمه براحتك، شكرت الرجل، وهنا بدأ الحوار. قلت: أنا من صغري وأنا متابع اعمالك وحتى كنت أقلدك دايماً حتى إني مرة في سورية شاركت في مسابقة ضمن حفلة للعوائل وفزت بالجائزة الأولى وقتها غنيت اغنية لك وكانت «رهيب» وهي في أوج شهرتها، وهنا حتى ألفت انتباه الفنان اكثر فقلت له: ويش رايك… تحب اسمعك مقطعا من هالأغنية؟ قال لي تفضل فبدأت أغني له… وطبعاً لأني كنت اغني قدام صاحب الأغنية فلازم اجتهد علشان تطلع الأغنية بأحلى صورة، وهذا اللي صار، بل اني كنت اغني وأناظر فيه وكأني أتغزل. واندمج الرجل ولما انتهيت وانبسط كثيرا قال لي: انت تملك خامة صوت كويّسة. ليش ما كملت أكيد كنت راح تواصل، فقلت له: بصراحة انا ما لقيت نفسي بالأغاني! استغرب وقال لي: أجل وين لقيت نفسك؟! قلت لقيت نفسي في قراءة القرآن، هنا تفاجأ وتغيرت الجلسة وبدأ الحوار يأخذ شكلا ثانيا، قلت: يا بوعبدالله أنا مثل ما سمعتك مقطع لأغنيتك ودي أسمعك آيتين من القرآن وعطني رايك، قال لي: اتفضل، فبدأت بقراءة الآيات من سورة الحشر من الآية 18: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)… إلى آخر السورة. وسبحان الله في تلك الساعة ربنا يسر لي ورتلت ترتيلا ما أتذكر أني رتلت مثله من قبل ولما انتهيت ورفعت رأسي رأيت التأثر بادياً عليه والدموع نزلت من عينيه، فعلق قائلاً: تصدق فعلاً صوتك وانت تقرأ القرآن أحسن من صوتك وانت تغني. وحاول ان يغير الموضوع وقال: انت قرأت بمقام كذا وكذا فقلت له: والله أنا ما أفهم بالمقامات ولكن لما اقرأ القراءة تخرج من قلبي. فسكت شوي… فقلت له: الحقيقة أنا مازلت معجبا بصوتك ولكن الآن محروم منه قال لي: ليش. قلت لأني بطلت أسمع أغاني قال: يعني تبغي تفهمني ان الأغاني حرااام! قلت: والله انا ماني عالم ولا مفتي ولكن أنا أقولك ايش كان يصير فيني لما كنت اسمع الأغاني. قال: ويش كان يصير فيك؟، قلت: أنا يوم كنت اسمع أغا*** بعدها احاول اعاكس او أدور على علاقة حب عابرة وشهوانية مع بنت او… او… او. قال: هذا أكيد أنت بس. قلت: لااااااا ترى والله شباب وبنات كثييييير ضايعين بسببك بدأ لون الفنان يتغير، قلت: وأزيدك من الشعر، قال وهو مذهول خير، قلت: عمرك شفت واحد يغني وهو قاعد يصلي قال لي وهو مستغرب: كيف؟ قلت: أنا في مرة كنت اصلي صلاة الظهر تخيل وأنا أقرأ الفاتحة إلا وأحد المصلين ناسي جواله شغال، الا وذيك النغمة وكانت نغمة اغنية كنت احفظها، فلا ارادياً وقفت قراءة الفاتحة وصرت أغني الأغنية من قلبي بدل ما اقرأ القرآن. قلت تدري بوعبدالله لمن كانت هذه الأغنية قال لي وهو مفجوع: لمين؟؟؟؟ قلت: كانت هذه اغنيتك (ما هي هالليلة وبس) وهنا صمت وأحسست اني قسيت عليه شوي، فقلت: بس تدري والله. والله اني مازلت معجبا بصوتك، وانت فيك خير كثير فياليت تنزل لنا كاسيت قرآن بصوتك نتمتع بصوتك العذب وانت تقرأ كلام الله، ومثل ما انت منزل لأهل الأغاني والطرب هالأغاني ويا كثرها، احنا نبغي ولو شريط واحد. تردد وقال ما دري بس صعبة. قلت اذا صعبة أقل شيء سجل لي بصوتك تسجيلا خاصا بي علشان انا مازلت معجبا بصوتك قال: إن شاء الله ادعو لي.
هنا انتهى الحوار وجانا واحد من الزملاء الملاحين وقال للفنان لا يكون المطوع حقنا غثك، إلا الفنان يربت على كتفي ويقول له: لاااا حبيب حبيب وأخذت صورة للذكرى معاه وقلت له سامحني أتمنى ما أكون ثقلت عليك قال لي: أبداً أنا سعيد بكلامك معاي وسلمنا على بعض وودعته مع امنياتي له بالخير الذي يرجع عليه وعلى امته.
تأملوا تسلسل القصة، واسلوب الدعوة الحكيم وقارنوه مع دعاة التنفير والغلظة الذين صدوا الناس عن الدين باسم الدين.
.
شاب مستدير الوجه، ممتلئ الخدين، يعلوهما شعر خفيف، باسم المحيا، متوسط القامة، هادئ الطبع، لقيته في ساحة مسجد الهلتون في جدة، وبعد تبادل التراحيب قال: هل تذكرني، قلت: لا، قال أتعرف مريام الأميركية «الفتاة التي ماتت في رمضان وبعدها عرضت مقابلتك معها في قناة «الراي»، ثم اعادتها اقرأ»، قلت: رحمها الله، كانت مثلاً لصادقي الإيمان، قال «أنا السعودي الذي ذكرته مريام في مقدمة حلقتك وقام بإرسال سورة (مريم) اليها عبر «النت» وأسلمت على يدي ولله الحمد. ثم كشف لي عن صفحات مشرقة لحياة مريام لا أعرفها سيكتبها لي صاحبنا الشاب.
وعلمت انه يعمل مضيفاً في الخطوط الجوية السعودية. بعد اللقاء بيوم جمعنا غداء مع المضيف في منزل صديقنا والصديق القديم والدائم للقنصلية الكويتية في جدة حسام القحطاني (بونفال)، فسألته: اذكر لنا من الاحداث التي مرت بك بين السماء والأرض، فسرد عدة حوادث أروي احداها للعبرة، ولتعلم ادب النصح بل وفن توصيل الرسالة. وطلب المضيف عدم ذكر اسمه ولا اسم الفنان الخليجي، لكن المضيف نسي ان مقاطع الغناء التي استشهد بها في القصة تدل على الفنان المعروف.
قال المضيف الشاب: في عام 2006 كنت على احدى رحلات الخطوط الداخلية، وانتبهت لوجود الفنان معنا على الرحلة وكان جالساً في أول كرسي من الطائرة بالدرجة الأولى وبرفقته احد اصدقائه، فقلت في نفسي لم لا اقدم له نصيحة من يحب له الخير، ومن تجربتي كنت كلما اردت ان اكلم انساناً لأدعوه اجد صعوبة على نفسي في بادئ الأمر ولكن بمجرد ان انوي ذلك بصدق اجد ان الله ييسر لي الأمر، أقلعت الطائرة وبدأنا بتقديم الخدمات وكنت اثناء ذلك اقول في نفسي: كيف ابدأ وماذا سأقول، ففكرت وقلت الله يعين، وبعد ان انتهينا من الخدمة استأذنت مشرف الطائرة ان اذهب لأكلم الفنان (…) فقال لي: ايوه روح كلمه يمكن الله يهديه فشجعني، رحت للفنان وسلمت عليه وقلت له يا بوعبدالله والله اني من اكبر المعجبين بك فطالعني وهو مبتسم وكأن لسان حاله يقول: «والله انه وراك مصيبة يالمطوع» وقال حياك. فقلت: ودي اكلمك على انفراد، قال كلمني هنا لأني والله تعبان ما فيني أقوم، وهنا تدخل صاحبه وقال فعلاً أبو عبدالله تعبان ولكن إيش رايك تجلس مكاني وأنا راح أجلس في الخلف وكلمه براحتك، شكرت الرجل، وهنا بدأ الحوار. قلت: أنا من صغري وأنا متابع اعمالك وحتى كنت أقلدك دايماً حتى إني مرة في سورية شاركت في مسابقة ضمن حفلة للعوائل وفزت بالجائزة الأولى وقتها غنيت اغنية لك وكانت «رهيب» وهي في أوج شهرتها، وهنا حتى ألفت انتباه الفنان اكثر فقلت له: ويش رايك… تحب اسمعك مقطعا من هالأغنية؟ قال لي تفضل فبدأت أغني له… وطبعاً لأني كنت اغني قدام صاحب الأغنية فلازم اجتهد علشان تطلع الأغنية بأحلى صورة، وهذا اللي صار، بل اني كنت اغني وأناظر فيه وكأني أتغزل. واندمج الرجل ولما انتهيت وانبسط كثيرا قال لي: انت تملك خامة صوت كويّسة. ليش ما كملت أكيد كنت راح تواصل، فقلت له: بصراحة انا ما لقيت نفسي بالأغاني! استغرب وقال لي: أجل وين لقيت نفسك؟! قلت لقيت نفسي في قراءة القرآن، هنا تفاجأ وتغيرت الجلسة وبدأ الحوار يأخذ شكلا ثانيا، قلت: يا بوعبدالله أنا مثل ما سمعتك مقطع لأغنيتك ودي أسمعك آيتين من القرآن وعطني رايك، قال لي: اتفضل، فبدأت بقراءة الآيات من سورة الحشر من الآية 18: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)… إلى آخر السورة. وسبحان الله في تلك الساعة ربنا يسر لي ورتلت ترتيلا ما أتذكر أني رتلت مثله من قبل ولما انتهيت ورفعت رأسي رأيت التأثر بادياً عليه والدموع نزلت من عينيه، فعلق قائلاً: تصدق فعلاً صوتك وانت تقرأ القرآن أحسن من صوتك وانت تغني. وحاول ان يغير الموضوع وقال: انت قرأت بمقام كذا وكذا فقلت له: والله أنا ما أفهم بالمقامات ولكن لما اقرأ القراءة تخرج من قلبي. فسكت شوي… فقلت له: الحقيقة أنا مازلت معجبا بصوتك ولكن الآن محروم منه قال لي: ليش. قلت لأني بطلت أسمع أغاني قال: يعني تبغي تفهمني ان الأغاني حرااام! قلت: والله انا ماني عالم ولا مفتي ولكن أنا أقولك ايش كان يصير فيني لما كنت اسمع الأغاني. قال: ويش كان يصير فيك؟، قلت: أنا يوم كنت اسمع أغا*** بعدها احاول اعاكس او أدور على علاقة حب عابرة وشهوانية مع بنت او… او… او. قال: هذا أكيد أنت بس. قلت: لااااااا ترى والله شباب وبنات كثييييير ضايعين بسببك بدأ لون الفنان يتغير، قلت: وأزيدك من الشعر، قال وهو مذهول خير، قلت: عمرك شفت واحد يغني وهو قاعد يصلي قال لي وهو مستغرب: كيف؟ قلت: أنا في مرة كنت اصلي صلاة الظهر تخيل وأنا أقرأ الفاتحة إلا وأحد المصلين ناسي جواله شغال، الا وذيك النغمة وكانت نغمة اغنية كنت احفظها، فلا ارادياً وقفت قراءة الفاتحة وصرت أغني الأغنية من قلبي بدل ما اقرأ القرآن. قلت تدري بوعبدالله لمن كانت هذه الأغنية قال لي وهو مفجوع: لمين؟؟؟؟ قلت: كانت هذه اغنيتك (ما هي هالليلة وبس) وهنا صمت وأحسست اني قسيت عليه شوي، فقلت: بس تدري والله. والله اني مازلت معجبا بصوتك، وانت فيك خير كثير فياليت تنزل لنا كاسيت قرآن بصوتك نتمتع بصوتك العذب وانت تقرأ كلام الله، ومثل ما انت منزل لأهل الأغاني والطرب هالأغاني ويا كثرها، احنا نبغي ولو شريط واحد. تردد وقال ما دري بس صعبة. قلت اذا صعبة أقل شيء سجل لي بصوتك تسجيلا خاصا بي علشان انا مازلت معجبا بصوتك قال: إن شاء الله ادعو لي.
هنا انتهى الحوار وجانا واحد من الزملاء الملاحين وقال للفنان لا يكون المطوع حقنا غثك، إلا الفنان يربت على كتفي ويقول له: لاااا حبيب حبيب وأخذت صورة للذكرى معاه وقلت له سامحني أتمنى ما أكون ثقلت عليك قال لي: أبداً أنا سعيد بكلامك معاي وسلمنا على بعض وودعته مع امنياتي له بالخير الذي يرجع عليه وعلى امته.
تأملوا تسلسل القصة، واسلوب الدعوة الحكيم وقارنوه مع دعاة التنفير والغلظة الذين صدوا الناس عن الدين باسم الدين.
.