yasmona
11 May 2009, 11:13
:
:
حركة .. حركة .. stop
سرعة .. جنون .. موت .. فقد .. إعاقة .. ضياع .
قال لي : العمر يحصد بالورق !
قلت له : بل العمر يحصد بالعمل ..
قال : والعمل يسجل على ورق يا هكذا لا تجادلي .
وثم خرج !
ومضى في طريقه .. ومضى حيث إنتهى !
السرعة جنون .. بل الجنون موت .. بل هي ساعة إختياريه بين الحياة والموت
وأصعب الحالات هي حالة ماقبل الإختيار تجد النفس في تذبذب وتقلب وكذا حيرة وتردد وهذه الحالة هي حالة السرعة
تنقلب
تنكفئ
تنتهي .
وعمراً يقلب على بساط الحياة ينتهي .. !
كان يجب علي هنا أن أكتب تاريخاً مجنوناً عن الحديد أن أنصب محاكمة لا ميزان عدل فيها .. أن أضرب بالقوانين عرض الحائط وأن أكتب أحكامي بنفسي لنفسي
لم تكن الأنظمة لتحفظ لنا الأجساد .. ولم تكن العقول تعي أن الحفاظ يجب أن يكون ذاتياً .. منطلقا من ذواتنا من رغبتنا الحقيقية بالحياة ..
-عمر الشقي بقي !
-كيف ؟
-يعني اللي ربي كاتبه بيصير .
-بس ربك يقول [ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ]
-هذا حديد أمره بيدي .. أمحط فيه الأرض كلها وقت ما أبغى أوقف أوقف .
-طيب الحديد له عقل ؟
-مافهمت عليك ؟
-يعني لو أفترضنا إنك جايب العداد كله وفجأه طلعت لك سياره في وجهك هل الحديد من نفسه يعي مقدار الخطر .. ويتحرك بدون ماينتظر منك ردة فعل .. أو عملية تحرك وإنقاذ .
-صاحية أنتِ طبعا لا .. العقل في راس السائق هو اللي يتحكم بهالحديد .
-طالما هو في الراس صدقني وقت الحدث يطير الراس والعقل والفكره .. ويكون في دوامه عاصفه إلا أن يكتب الله أمراً كان مفعولاً
-ليه التشاؤم ؟؟ يعني ملايين يسوقون سياراتهم ولا جاهم شيء !
-ومئات الألف يسوقون بجنون وجاتهم أشياء .. شل فكرة السرعة من رأسك أنا أرتاح .
-حطي في بطنك بطيخه صيفي موب صاير إلا الخير .
وكل يوم كل يوم كل يوم أطالع في الصحف والأخبار لا تخلو من ذكر حادثة .. وكأن الأمر جبري قهري قدري يومي ..
ماذا يعني أن نقود بجنون .. يعني أن نسير إلى الإنتحار ضاحكين
وأن نخلف خلفنا وجوه كالحة بالحزن والهم والغم .. ملامحها ضبابية تبحث عنا في كل زاوية وتتألم عند كل محطة وإشارة ونفق و طريق سريع .
المتهور أناني .. أي فكرة مجنونه تسكن رأسه فقط كي يستمتع .. لا ينظر إلى أبعد من أرنبة أنفه ..
ولو كان فيه خيراً لأسمعه ولو كان يعقل لعلم أن العمر أمانة .. والصحة كرامة .. والعافية خير من الدنيا ومافيها ..
في مدينتي المجنونة الرياض كل يوم في الصباح أو المساء عندما أعود من عملي لابد أن أجد حادث أي كان نوعه ودرجته وكيفيته ..
المهم أن أجد .. ولا آلم منه إلا ذاك الصبح الكئيب ..
الذي إنشق بيتم طفلين دموع وضياع و خوف وأب مسجى أمامهم على الرصيف جثة هامدة لا حراك فيها .
لا أدري كم يلزمني من العمر كي أنسى تلك الحادثه بل وبكل صدق كم يلزم هذين الطفلين من العمر كي ينسوا ماجرى لهم ويسيروا في الحياة دون وجع .
سألتها ذات صدق
-ليه إلى الحين مايسوق السيارة ؟
-مدري يا أختي عنده فوبيا .
-فوبيا من إيش؟
-من الحوادث من السيارة ومن السرعة ؟
-أهااا طيب وش سببها يعني ؟
-سببها الله يسلمك أصدقائه .. ثلاثة صار لهم حادث إثنين توفوا بعد الحادث بأيام .. وثالث أصابه شلل مع ضربه في الراس وأثرت على العقل
-لاحول ولا قوة إلا بالله .. وهو كان معهم ؟
-لا هو أتصلوا عليه وشافهم بعد الحادث وشاف سيارتهم وأشكالهم ومن يومها جته فوبيا
-طيب هو ماتعرض لصدمه يعني ماكان معهم
-بس يخاف جرب كم مره لكن يفشل وخاصه في الشوارع المزدحمة وإنتِ تخبرين الرياض وشوارعها .
و ذاك العشريني .. ماعاد يذكر شيئاً من هو؟! ومن يكون ؟!
وعقله الموزون ضمر كثيراً حتى صار بعقل صبي بالعاشرة .. ولا يزال لا يزال تحت وطأت العلاج ..
وأمه تحت وجع الحنو به والخوف عليه .
والسبب حديد حصد شبابه وعافيته ساعة جنون .. والجنون لا حكم فيه إذ أنه مرفوع القلم ..
سأمضي وشيء مني سيبقى لا محــاله !
:
حركة .. حركة .. stop
سرعة .. جنون .. موت .. فقد .. إعاقة .. ضياع .
قال لي : العمر يحصد بالورق !
قلت له : بل العمر يحصد بالعمل ..
قال : والعمل يسجل على ورق يا هكذا لا تجادلي .
وثم خرج !
ومضى في طريقه .. ومضى حيث إنتهى !
السرعة جنون .. بل الجنون موت .. بل هي ساعة إختياريه بين الحياة والموت
وأصعب الحالات هي حالة ماقبل الإختيار تجد النفس في تذبذب وتقلب وكذا حيرة وتردد وهذه الحالة هي حالة السرعة
تنقلب
تنكفئ
تنتهي .
وعمراً يقلب على بساط الحياة ينتهي .. !
كان يجب علي هنا أن أكتب تاريخاً مجنوناً عن الحديد أن أنصب محاكمة لا ميزان عدل فيها .. أن أضرب بالقوانين عرض الحائط وأن أكتب أحكامي بنفسي لنفسي
لم تكن الأنظمة لتحفظ لنا الأجساد .. ولم تكن العقول تعي أن الحفاظ يجب أن يكون ذاتياً .. منطلقا من ذواتنا من رغبتنا الحقيقية بالحياة ..
-عمر الشقي بقي !
-كيف ؟
-يعني اللي ربي كاتبه بيصير .
-بس ربك يقول [ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ]
-هذا حديد أمره بيدي .. أمحط فيه الأرض كلها وقت ما أبغى أوقف أوقف .
-طيب الحديد له عقل ؟
-مافهمت عليك ؟
-يعني لو أفترضنا إنك جايب العداد كله وفجأه طلعت لك سياره في وجهك هل الحديد من نفسه يعي مقدار الخطر .. ويتحرك بدون ماينتظر منك ردة فعل .. أو عملية تحرك وإنقاذ .
-صاحية أنتِ طبعا لا .. العقل في راس السائق هو اللي يتحكم بهالحديد .
-طالما هو في الراس صدقني وقت الحدث يطير الراس والعقل والفكره .. ويكون في دوامه عاصفه إلا أن يكتب الله أمراً كان مفعولاً
-ليه التشاؤم ؟؟ يعني ملايين يسوقون سياراتهم ولا جاهم شيء !
-ومئات الألف يسوقون بجنون وجاتهم أشياء .. شل فكرة السرعة من رأسك أنا أرتاح .
-حطي في بطنك بطيخه صيفي موب صاير إلا الخير .
وكل يوم كل يوم كل يوم أطالع في الصحف والأخبار لا تخلو من ذكر حادثة .. وكأن الأمر جبري قهري قدري يومي ..
ماذا يعني أن نقود بجنون .. يعني أن نسير إلى الإنتحار ضاحكين
وأن نخلف خلفنا وجوه كالحة بالحزن والهم والغم .. ملامحها ضبابية تبحث عنا في كل زاوية وتتألم عند كل محطة وإشارة ونفق و طريق سريع .
المتهور أناني .. أي فكرة مجنونه تسكن رأسه فقط كي يستمتع .. لا ينظر إلى أبعد من أرنبة أنفه ..
ولو كان فيه خيراً لأسمعه ولو كان يعقل لعلم أن العمر أمانة .. والصحة كرامة .. والعافية خير من الدنيا ومافيها ..
في مدينتي المجنونة الرياض كل يوم في الصباح أو المساء عندما أعود من عملي لابد أن أجد حادث أي كان نوعه ودرجته وكيفيته ..
المهم أن أجد .. ولا آلم منه إلا ذاك الصبح الكئيب ..
الذي إنشق بيتم طفلين دموع وضياع و خوف وأب مسجى أمامهم على الرصيف جثة هامدة لا حراك فيها .
لا أدري كم يلزمني من العمر كي أنسى تلك الحادثه بل وبكل صدق كم يلزم هذين الطفلين من العمر كي ينسوا ماجرى لهم ويسيروا في الحياة دون وجع .
سألتها ذات صدق
-ليه إلى الحين مايسوق السيارة ؟
-مدري يا أختي عنده فوبيا .
-فوبيا من إيش؟
-من الحوادث من السيارة ومن السرعة ؟
-أهااا طيب وش سببها يعني ؟
-سببها الله يسلمك أصدقائه .. ثلاثة صار لهم حادث إثنين توفوا بعد الحادث بأيام .. وثالث أصابه شلل مع ضربه في الراس وأثرت على العقل
-لاحول ولا قوة إلا بالله .. وهو كان معهم ؟
-لا هو أتصلوا عليه وشافهم بعد الحادث وشاف سيارتهم وأشكالهم ومن يومها جته فوبيا
-طيب هو ماتعرض لصدمه يعني ماكان معهم
-بس يخاف جرب كم مره لكن يفشل وخاصه في الشوارع المزدحمة وإنتِ تخبرين الرياض وشوارعها .
و ذاك العشريني .. ماعاد يذكر شيئاً من هو؟! ومن يكون ؟!
وعقله الموزون ضمر كثيراً حتى صار بعقل صبي بالعاشرة .. ولا يزال لا يزال تحت وطأت العلاج ..
وأمه تحت وجع الحنو به والخوف عليه .
والسبب حديد حصد شبابه وعافيته ساعة جنون .. والجنون لا حكم فيه إذ أنه مرفوع القلم ..
سأمضي وشيء مني سيبقى لا محــاله !