شمعــــة غــلا
13 Mar 2009, 10:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم ثبت في الحديث الصحيح انه صلى الله عليه وسلم
قال (( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة)) وسؤالي هو :
ماعلة هذا الامتناع من قبل الملائكة ؟
او بمعنى آخر لماذا لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة؟؟
وهل هذا الامتناع عام لجميع الملائكة ؟ولماذا بالتحديد الكلب والصورة ؟
وكيف نوفق بين امتناع الملائكة من الدخول وبين الملائكة الحفظة الملازمة للانسان في كل احواله ؟
وماهو التصوير المقصود بالحديث وهل هو على عموم التصوير , وكذلك الكلب هل يشمل جميع الكلاب ؟
والله الموفق
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
1 – نقل الحافظ ابن حجر عن القرطبي قوله : واختلف في المعنى الذي في الكلب حتى مَنَعَ الملائكة من دخول البيت الذي هو فيه ، فقيل : لكونها نجسة العين ، ويتأيد ذلك بما ورد في بعض طرق الحديث عن عائشة عند مسلم : فأمَرَ بَنَضْحِ موضع الكلب ، وقيل : لكونها من الشياطين ، وقيل : لأجل النجاسة التي تتعلق بها ، فإنها تكثر أكل النجاسة وتتلطخ بها فينجس ما تعلّقت به ، وعلى هذا يَحمِل من لا يقول أن الكلب نجس العين نَضْح موضعه احتياطا . اهـ .
وأما الصور
فلأن تصوير ذوات الأرواح مُحرَّم بل كبيرة من كبائر الذنوب ، وفيه مضاهاة لِخَلْقِ الله .
فهذه الأشياء تجلب الشياطين ، فلا تدخلها الملائكة !
قال الإمام النووي : قال العلماء سبب امتناعهم من بيت فيه صورة كونها معصية فاحشة ، وفيها مضاهاة لخلق الله تعالى ، وبعضها في صورة ما يُعبد من دون الله تعالى ، وسبب امتناعهم من بيت فيه كلب لكثرة أكله النجاسات ، ولأن بعضها يُسمَّى شيطانا كما جاء به الحديث ، والملائكة ضد الشياطين ، ولِقُبح رائحة الكلب والملائكة تكره الرائحة القبيحة ، ولأنها منهي عن اتخاذها فعُوقِب مُتَّخِذها بحرمانه دخول الملائكة بيته وصلاتها فيه واستغفارها له وتبريكها عليه . اهـ .
ومثلها الجرس أو المعازف إذا كانت بصحبة قوم أو ركب أو كانت في بيت ، لقوله عليه الصلاة والسلام
: لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس
. رواه مسلم .
وقُل مثل ذلك في النّغمات الموسيقية في أجهزة الجوال ! فإنها تمنع صُحبة الملائكة .
2 –
وهذا الامتناع ليس عاماً لجميع الملائكة ، بل يُستثنى منه الْحَفَظَة والكَتَبَة .
أما التحديد بالكلب والصورة فلأنها غالب ما يُقتنى ، وإلا فإن الحديث أيضا جاء بالنص على الْجَرَس ، كما تقدّم
3 –أما الجمع بين عدم دخول الملائكة وبين ملازمة الحفظه ، فقال النووي :
وأما هؤلاء الملائكة الذين لا يدخلون بيتا فيه كلب أو صورة فهم ملائكة يطوفون بالرحمة والتَّبريك والاستغفار ، وأما الحفظة فيدخلون في كل بيت ولا يفارقون بنى آدم في كل حال ، لأنهم مأمورون بإحصاء أعمالهم وكتابتها . اهـ .
ولعله من الملحوظ كثرة المشكلات الزوجية ، وهذا لا شك أنه راجِع إلى سلب البركة من تلك البيوت بما فيها من الشياطين حين لم تدخلها الملائكة .
وهذا بخلاف بيوت أهل الإيمان التي عُمرت بِذِكر الله والصلاة .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لأنس بن مالك : يا بني إذا دَخَلْتَ على أهلك فَسَلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك . رواه الترمذي .
وقال عليه الصلاة والسلام : إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته ، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا . رواه مسلم .
4 – المراد بالكلب غير ما أُذِن فيه ، وبالصورة صور ذوات الأرواح .
قال الخطابي : المراد بالكلب غير ما أُذِن في اتخاذه وبالصورة ما فيه روح . اهـ .
والله تعالى أعلم .
ودي.. وتقديـــري
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم ثبت في الحديث الصحيح انه صلى الله عليه وسلم
قال (( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة)) وسؤالي هو :
ماعلة هذا الامتناع من قبل الملائكة ؟
او بمعنى آخر لماذا لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة؟؟
وهل هذا الامتناع عام لجميع الملائكة ؟ولماذا بالتحديد الكلب والصورة ؟
وكيف نوفق بين امتناع الملائكة من الدخول وبين الملائكة الحفظة الملازمة للانسان في كل احواله ؟
وماهو التصوير المقصود بالحديث وهل هو على عموم التصوير , وكذلك الكلب هل يشمل جميع الكلاب ؟
والله الموفق
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
1 – نقل الحافظ ابن حجر عن القرطبي قوله : واختلف في المعنى الذي في الكلب حتى مَنَعَ الملائكة من دخول البيت الذي هو فيه ، فقيل : لكونها نجسة العين ، ويتأيد ذلك بما ورد في بعض طرق الحديث عن عائشة عند مسلم : فأمَرَ بَنَضْحِ موضع الكلب ، وقيل : لكونها من الشياطين ، وقيل : لأجل النجاسة التي تتعلق بها ، فإنها تكثر أكل النجاسة وتتلطخ بها فينجس ما تعلّقت به ، وعلى هذا يَحمِل من لا يقول أن الكلب نجس العين نَضْح موضعه احتياطا . اهـ .
وأما الصور
فلأن تصوير ذوات الأرواح مُحرَّم بل كبيرة من كبائر الذنوب ، وفيه مضاهاة لِخَلْقِ الله .
فهذه الأشياء تجلب الشياطين ، فلا تدخلها الملائكة !
قال الإمام النووي : قال العلماء سبب امتناعهم من بيت فيه صورة كونها معصية فاحشة ، وفيها مضاهاة لخلق الله تعالى ، وبعضها في صورة ما يُعبد من دون الله تعالى ، وسبب امتناعهم من بيت فيه كلب لكثرة أكله النجاسات ، ولأن بعضها يُسمَّى شيطانا كما جاء به الحديث ، والملائكة ضد الشياطين ، ولِقُبح رائحة الكلب والملائكة تكره الرائحة القبيحة ، ولأنها منهي عن اتخاذها فعُوقِب مُتَّخِذها بحرمانه دخول الملائكة بيته وصلاتها فيه واستغفارها له وتبريكها عليه . اهـ .
ومثلها الجرس أو المعازف إذا كانت بصحبة قوم أو ركب أو كانت في بيت ، لقوله عليه الصلاة والسلام
: لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس
. رواه مسلم .
وقُل مثل ذلك في النّغمات الموسيقية في أجهزة الجوال ! فإنها تمنع صُحبة الملائكة .
2 –
وهذا الامتناع ليس عاماً لجميع الملائكة ، بل يُستثنى منه الْحَفَظَة والكَتَبَة .
أما التحديد بالكلب والصورة فلأنها غالب ما يُقتنى ، وإلا فإن الحديث أيضا جاء بالنص على الْجَرَس ، كما تقدّم
3 –أما الجمع بين عدم دخول الملائكة وبين ملازمة الحفظه ، فقال النووي :
وأما هؤلاء الملائكة الذين لا يدخلون بيتا فيه كلب أو صورة فهم ملائكة يطوفون بالرحمة والتَّبريك والاستغفار ، وأما الحفظة فيدخلون في كل بيت ولا يفارقون بنى آدم في كل حال ، لأنهم مأمورون بإحصاء أعمالهم وكتابتها . اهـ .
ولعله من الملحوظ كثرة المشكلات الزوجية ، وهذا لا شك أنه راجِع إلى سلب البركة من تلك البيوت بما فيها من الشياطين حين لم تدخلها الملائكة .
وهذا بخلاف بيوت أهل الإيمان التي عُمرت بِذِكر الله والصلاة .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لأنس بن مالك : يا بني إذا دَخَلْتَ على أهلك فَسَلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك . رواه الترمذي .
وقال عليه الصلاة والسلام : إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته ، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا . رواه مسلم .
4 – المراد بالكلب غير ما أُذِن فيه ، وبالصورة صور ذوات الأرواح .
قال الخطابي : المراد بالكلب غير ما أُذِن في اتخاذه وبالصورة ما فيه روح . اهـ .
والله تعالى أعلم .
ودي.. وتقديـــري