ROLAND
25 Nov 2008, 12:21
فاجأني المقال فنقلته بين اديكم
المقال للكاتب .. فهد عامر الأحمدي
قبل جلوسي لكتابة هذا المقال دخلت المطبخ بحثا عن شيء أتناوله.
ولأنني - مثل كل الرجال -
لا أجيد تحضير الوجبات الساخنة
عملت لنفسي ساندوتش جبنة وكأس عصير يتضمن خمسة فيتامينات (... كما هو مكتوب على العلبة)!
ولسبب ما أخذت أقرأ محتويات "الشيء" الذي سأتناوله
فاكتشفت أن الجبنة لم تكن بالضبط "جبنة" بل منفحة غير حيوانية، ونكهة محسنة للطعم، ومواد حافظة أي 202و آي 234، وملون آي 160ب، ومثبتات 406و 410، وحمض غذائي آي .. 270.الخ الخ الخ
أما العصير (أبو خمسة فيتامينات) فلم يكن عصيرا بالضبط بل هو فركتوز وحامض ستريك ونكهة برتقال ومانجو وبكتين 440، ولون بيتاكاروتين، وقليل من الأسبرتام والإسيسولفام K ... الخ الخ الخ!
وبطبيعة الحال ؛
الله وحده يعرف معنى هذه الأسماء وما تصنعه باجسادنا مستقبلا..
ومع هذا - وبصفتي أحد أبناء هذا العصر - لم أتردد في تناول وجبتي كاملة رغم أن شعوري بتناول قطعة بلاستيك وماء رديتر محلى!
وغني عن القول أن إضافة هذه العناصر الغريبة
أصبح من أبجديات الصناعة الغذائية الحديثة
رغم الشكوك بتسببها بقائمة طويلة من الأمراض الخطيرة..
وهي تتواجد في طعامنا لخدمة أهداف كثيرة
أهمها تصنيع الطعام بكلفة أقل (فنكهة البرتقال أرخص من البرتقال نفسه) وتمكينه من البقاء لفترة أطول في المخازن والمتاجر
(بحيث يتجاوز بطء التوزيع وفترة التصدير)
كما تساهم في تعزيز النكهة ورفع مستوى اللذة
(لدرجة أصبح أطفالنا يفضلون الأغذية والمشروبات المصطنعة على حساب الأطعمة والعصائر الطبيعية)!
... ويمكن القول إن المواد المضافة نفسها
تحولت إلى صناعة منفصلة - وقائمة بذاتها -
تزود الصناعات التقليدية باحتياجاتها التصنيعية..
فرغم وجود قوانين تمنع تجاوزها نسبة 1% من وزن الغذاء
إلا أنها تحقق - أو تساهم في تحقيق - نسبة أرباح تصل الى 40% لنفس الكمية..
فالمحليات الاصطناعية مثلا - التي يجري ترويجها تحت موضة الرشاقة والحمية -
تساهم في خفض كلفة التصنيع بنسبة كبيرة
(كون استعمال محليات اصطناعية مثل الأسبرتام والإسيسولفام أرخص بكثير من استعمال السكر المكرر أو العسل الطبيعي)!!
ويقدر أن صناعة الأغذية تنفق أكثر من 20مليار دولار على معززات النكهة
و 34مليار دولار على المواد الحافظة و 14مليار دولار لتحضيره بوقت أسرع
وهذا سر نضج اللحم المعلب بوقت أسرع من لحم الحاشي الطازج..
كما يقدر أن ما يأكله المواطن الأوربي من المواد الصناعية والحافظة يتراوح مابين 6إلى 7كيلوغرامات في العام
(ثم نتساءل عن سر ارتفاع معدل السرطان وتليف الكبد هذه الأيام)..
وكل هذا - بالمناسبة - لا يشمل النباتات المهجنة
وهرمونات النمو التي تحقن بها لحوم الأبقار والماشية
لأغراض التسمين وزيادة نسبة العضلات!
... على أي حال...
لا أتوقع امتناعك عن تناول الأطعمة المصنعة أو المحفوظة بعد قراءة هذا المقال،
ولكنني أطمع - على الأقل - بلفت انتباهك إلى أهمية خفضها بالتدريج
لصالح الأطعمة الطبيعية وإدخالها بشكل تدريجي ضمن النظام الغذائي لعائلتك وأطفالك!!
... وكي لا أتهم بالتشاؤم - والنظرة السوداوية -
اسمح لي بختم المقال بهذه المعلومة الطريفة :
..... قسم التشريح في جامعة كولون في ألمانيا اكتشف أننا (أبناء هذا العصر) نأخذ وقتا أطول من أجدادنا في التحلل تحت التراب.. والسبب؟
.. تشبع أجسادنا بالمواد الحافظة!!
المقال للكاتب .. فهد عامر الأحمدي
قبل جلوسي لكتابة هذا المقال دخلت المطبخ بحثا عن شيء أتناوله.
ولأنني - مثل كل الرجال -
لا أجيد تحضير الوجبات الساخنة
عملت لنفسي ساندوتش جبنة وكأس عصير يتضمن خمسة فيتامينات (... كما هو مكتوب على العلبة)!
ولسبب ما أخذت أقرأ محتويات "الشيء" الذي سأتناوله
فاكتشفت أن الجبنة لم تكن بالضبط "جبنة" بل منفحة غير حيوانية، ونكهة محسنة للطعم، ومواد حافظة أي 202و آي 234، وملون آي 160ب، ومثبتات 406و 410، وحمض غذائي آي .. 270.الخ الخ الخ
أما العصير (أبو خمسة فيتامينات) فلم يكن عصيرا بالضبط بل هو فركتوز وحامض ستريك ونكهة برتقال ومانجو وبكتين 440، ولون بيتاكاروتين، وقليل من الأسبرتام والإسيسولفام K ... الخ الخ الخ!
وبطبيعة الحال ؛
الله وحده يعرف معنى هذه الأسماء وما تصنعه باجسادنا مستقبلا..
ومع هذا - وبصفتي أحد أبناء هذا العصر - لم أتردد في تناول وجبتي كاملة رغم أن شعوري بتناول قطعة بلاستيك وماء رديتر محلى!
وغني عن القول أن إضافة هذه العناصر الغريبة
أصبح من أبجديات الصناعة الغذائية الحديثة
رغم الشكوك بتسببها بقائمة طويلة من الأمراض الخطيرة..
وهي تتواجد في طعامنا لخدمة أهداف كثيرة
أهمها تصنيع الطعام بكلفة أقل (فنكهة البرتقال أرخص من البرتقال نفسه) وتمكينه من البقاء لفترة أطول في المخازن والمتاجر
(بحيث يتجاوز بطء التوزيع وفترة التصدير)
كما تساهم في تعزيز النكهة ورفع مستوى اللذة
(لدرجة أصبح أطفالنا يفضلون الأغذية والمشروبات المصطنعة على حساب الأطعمة والعصائر الطبيعية)!
... ويمكن القول إن المواد المضافة نفسها
تحولت إلى صناعة منفصلة - وقائمة بذاتها -
تزود الصناعات التقليدية باحتياجاتها التصنيعية..
فرغم وجود قوانين تمنع تجاوزها نسبة 1% من وزن الغذاء
إلا أنها تحقق - أو تساهم في تحقيق - نسبة أرباح تصل الى 40% لنفس الكمية..
فالمحليات الاصطناعية مثلا - التي يجري ترويجها تحت موضة الرشاقة والحمية -
تساهم في خفض كلفة التصنيع بنسبة كبيرة
(كون استعمال محليات اصطناعية مثل الأسبرتام والإسيسولفام أرخص بكثير من استعمال السكر المكرر أو العسل الطبيعي)!!
ويقدر أن صناعة الأغذية تنفق أكثر من 20مليار دولار على معززات النكهة
و 34مليار دولار على المواد الحافظة و 14مليار دولار لتحضيره بوقت أسرع
وهذا سر نضج اللحم المعلب بوقت أسرع من لحم الحاشي الطازج..
كما يقدر أن ما يأكله المواطن الأوربي من المواد الصناعية والحافظة يتراوح مابين 6إلى 7كيلوغرامات في العام
(ثم نتساءل عن سر ارتفاع معدل السرطان وتليف الكبد هذه الأيام)..
وكل هذا - بالمناسبة - لا يشمل النباتات المهجنة
وهرمونات النمو التي تحقن بها لحوم الأبقار والماشية
لأغراض التسمين وزيادة نسبة العضلات!
... على أي حال...
لا أتوقع امتناعك عن تناول الأطعمة المصنعة أو المحفوظة بعد قراءة هذا المقال،
ولكنني أطمع - على الأقل - بلفت انتباهك إلى أهمية خفضها بالتدريج
لصالح الأطعمة الطبيعية وإدخالها بشكل تدريجي ضمن النظام الغذائي لعائلتك وأطفالك!!
... وكي لا أتهم بالتشاؤم - والنظرة السوداوية -
اسمح لي بختم المقال بهذه المعلومة الطريفة :
..... قسم التشريح في جامعة كولون في ألمانيا اكتشف أننا (أبناء هذا العصر) نأخذ وقتا أطول من أجدادنا في التحلل تحت التراب.. والسبب؟
.. تشبع أجسادنا بالمواد الحافظة!!