♥` α м α η ι~
11 Jun 2012, 06:41
بسسسسممم اللـٌهـ الـــرحمــــنٌُ الــــرحــــيمٌُ
الليله المشؤومة\:
..ليس بين الفضيلة و الرذيلة سوى سطر تماس واهن ، يصعب على من ساقه قدره إلى حيث هو أن يصنف نفسه حينما تطأه قدماه أهو من أهل الفضيلة أم من أهل الرذيلة ..!
سلطانة و الراضي من أهالي القرية ، التقيا فوق السطر ..لا أحد يعلم من أي اتجاه جاءا ..عبر سلالة عريقة سافر الراضي إلى زمانه ليجد نفسه حطاما منخورا تماما كدار أهله الكبيرة ..بأبراجها و أسوارها العتيقة . ليس له ولد و ليس له أقارب . عندما تزوج بسلطانة كانت أمه العجوز ترنو قبل موتها إلى رؤية فرع من ابنها يضمن استمرار العائلة ـ و لم لا ـ يضمن عودة أمجادها .. لكن يبدو أن آخر عروق العائلة العريقة قد أنهك واستنزف كما حدث لكثير من آبار القرية .
أما سلطانة فليست إلا نشازا بين فروع تكبر و تترعرع و تخلف ، و كأن القدر حينما جعلها الأنثى الوحيدة بين إخوانها الذكور أراد أن يصحح خطأه فحملها إلى الراضي حيث لا استمرارية لها ..أو ..ربما كان قدرها أن تكون هكذا..
سلطانة ـ الآن ـ تهوى السمر ، تغادر باستمرار بيتها إلى الأفراح التي لا تنتهي .. عكس زوجها الراضي الذي يدخل المنزل مع غروب الشمس و يستيقظ باكرا لدرجة أن أنث أهل القرية اسمه و تعارف بينهم باسم "الراضية " بدل الراضي ..فيما أضحت سلطانة أميرة الليل ، لا يحلو لها الظهور إلا على ضوء القمر ..أليست هي التي أقسمت و أبرت القسم :
أقسم بعزة النساء لأجعلنك ـ أيها الرجل ـ كالنساء ..
قالوا لي " عندما ولدت كان الجو غاضبا ، و كان صوتك الصارخ بعد ميلادك يوحي بأنك ذكرا " ، لكن القابلة قالت بدعابة و هي تنظف مكان مولدي " طاحت عليكم الكشينة " ..عبارة تتردد كلما ازدادت أنثى ! طقوس استقبال المواليد الإناث ليست هي طقوس استقبال الذكور ..رغم مرور أربعة عشر قرنا و نيف على تحريم وأد البنات فإنه لا زال ساريا و بطريقة أو طرق أخرى ..كانت الفتاة بصمة عار على جبين والدها ، له كامل الحرية أن يتخلص من عاره ، أو، أن يتحمله طول حياته .. يداريه أو يواريه..تحت التراب ! كن يدفن حيات ..أمام أعين أمهاتهن ..اليوم لم يصرن يدفن تحت التراب بل فوقه ..تحضر الذكر و ارتقى ..ثم أبدع في أساليب الوأد!
كانت فرحة أمي بميلادي تفوق كل فرحة ..لأنني كنت البنت الوحيدة لها بين طابور طويل من الذكور ..لم أعرف اللعب مع البنات أبدا ، و كانت أمي هي الأنثى التي عرفت و أنا طفلة ..أبي لم يكن لديه وقت يخصص للأولاد يخرج باكرا و يعود متأخرا ، أيام الأعياد لا يكفيه وقته لزيارة الأقارب.. جدي كان يقضي النهار بغرفته ، لا يخرج إلا لتناول الوجبات ،أو صلاة الظهر و العصر بمسجد البلدة..كان نزيلا خفيفا علينا جميعا.أمي لها نظام رتيب ، عندما يخرج أبي من المنزل توقظنا ، تناولنا وجبة الإفطار ، تحلب الأبقار ثم تخرج إلى الحقول على ظهر الحمار فتعود به ممتلئا عشبا و حطبا ، تهيئ وجبة الغذاء ، تجلب الماء "تسقي" البهائم ثم تمخض اللبن . عند المساء تتفقد الحظيرة و تتأكد من دخول كل الماشية و الدواجن . كل أسبوع تنشر الغسيل ، أما الحمام فكان بالمناسبات ، و كانت أجسامنا متسخة لا نغير ثيابنا إلا نادرا ..تعايشت معنا الطفيليات و الحشرات و الأمراض الجلدية وغيرها ..لا نهتم بها و لا نلقي لها بالا ..بل ..كانت جزءا من حياتنا إذ كان عاديا أن ترى النساء أوقات الفراغ ينظفن ،كالقردة، رؤوسهن و رؤوس أولادهن من القمل و يرقاته . كان يخيل إلي أن حياتنا هي الحياة كلها ، و أن كل الناس مثلنا ..أينما وجدوا . لم أكن قادرة على الذهاب بمخيلتي إلى أبعد من قريتي ..أحلامي كانت ساذجة و صغيرة ..مثل صغر موطني ..أصنع عروسا من قصب ، أشكلها على هيأة صليب، أبحث عن أشلاء بالية من الثوب ، أغلفها ..أكلمها ..أعاتبها " لماذا أنت شقية ؟ لا تبكي ..ارضعي " و أضمها إلى صدري الذي لم تظهر معالمه بعد. عندما تنتبه أمي ، تقمعني " أخوك يبكي ،حركي به ' الدوح'.. خرجت البقرة من الحظيرة ، رديها .. دخل الحمار إلى المطبخ ، أخرجيه.. ذهب الدجاج إلى مخزن الخضر ، أبعديه .." هكذا كانت تتعامل معي أمي، مثل ما تفعل مع بناتها باقي أمهات القرية ..
كان اليوم يوم صيام . خلال الأيام التي سبقته لاحظت انتفاخا في نهدي ، كانت حلماتهما تؤلماني ..كنت وقت القيلولة عندما يسكن كل شيء بالمنزل أنفرد بنفسي ، فأكشف عنهما ، أدغدغهما فأحس بإحساس رهيب. كنت مرعوبة ، خائفة ، و مع توالي الأيام اكتشفت أن أحد نهدي أسرع انتفاخا من الآخر .فخفت من العاهة .. أخفيتها و تتبعت تطورها . استفقت على ألم حاد في بطني .. توجعت كثيرا و كتمت محنتي ، ملت إلى خلاء المنزل لقضاء حاجتي ، و عندما انتهيت لم ينته الألم .. هممت بارتداء سروالي فوجدت به أثر دم ..انتابتني الدهشة و الهلع، و لولا موقعه ما عرفت مصدره ..بكيت كثيرا ..و ترددت كثيرا قبل أن أخبر أمي بالأمر .. داريت الألم ، كانت قطرات الدم غير كثيرة لكن ألم مخاضها كان جحيما. دامت محنتي ثلاثة أيام ..و عندما شفيت أخبرت أمي بما حدث لي .. قالت"هل أنت صائمة أم مفطرة " قلت " بل صائمة " قالت " اذهبي إلى الحمام و اغسلي جسمك و نظفيه جيدا ..و إياك أن تفطري بعد اليوم ..".
لم يكن عمري يتجاوز الثانية عشر ، لم أفهم شيئا من قصدها ، قلت " و الدم يا أمي ؟.. ابتسمت ابتسامة عريضة لم آلفها منها " ..لا تقلقي ، إنه عيبنا نحن النساء . خلال الشهر القادم في نفس التوقيت تقريبا ستحسين بالألم، انتظري آنذاك دما آخر ..". أدركت أنني لم أبق تلك الطفلة التي تلعب بعرائس القصب ..بيد أن قلبي كان ميالا إلى اللعب ..كانت أول مرة أغتسل فيها بمفردي .. و توالت المرات ..لم أعد انتظر مجيء الشهر لأنني..كنت أجد متعة ذاتية و أنا في الحمام عارية ..اضمحلت مكانة عروس القصب في فؤادي فشغلتها مكانة ذاتي ..لم أكن أتصور أن الأجسام ،حين كنت أتأمل جسم أمي المهلهل، تمنح كل هذه المتعة الغريبة ..
تغير سلوكي ، و تغير معه معاملة أمي ، أبي و إخواني أيضا، أما جدتي فكان لا يتدخل في شأن من شؤون المنزل..أصبح تحدثهم إلي مرتبطا بتركيز أعينهم على ملامح أنوثتي ..أو ربما هكذا كان يبدو لي.. أحسست بالإحراج خلال الأشهر الأولى ثم استأنست بعد ذلك مع وضعي الجديد .
فاجأتني أمي بعد عامين تقريبا من حادثة الدم ذات صباح قائلة " اهتمي بنفسك أكثر .." ، ما الذي حدث؟ أو ليست هي التي كانت تقول إلى غاية البارحة مساء " ..أو أعجبتك نفسك ؟..أو بدأت 'تشمين رائحة إبطك' ؟.. لا تخرجي من البيت ..لا تفعلي كذا ..إياك كذا و كذا .. استتري ..استحيي ..إياك ثم ..إياك ثم ..إياك ..!" شأنها في ذلك شأن أبي و إخواني .. حصار فوق حصار !
كما دخلت العالم صارخة باكية أحسست من خلال لهجتها الصباحية الجديدة بأنني أتهيأ لدخول عالم آخر بنفس الحالة . أطرقت أمي رأسها قليلا قبل أن ترفع بصرها إلي " بعد الحصاد سيكون زفافك . لقد "أعطاك" أبوك البارحة.. " ..كنت أتساءل لماذا الضيوف تلك الليلله كانوا عندنا بدون مناسبة .. امرأة عجوز و رجلان طاعنان في السن .. لم يكونوا من أهالي قريتنا .
شعرت بأهمية جسمي ، لم أعد أدغدغ مواطن الإحساس الرهيب به ، و لم أعد أفعل أشياء أخرى ..كل ما كنت أقوم به هو تمرير يدي عليه بكامله ، أتأكد من سلامته ، من العاهات و النقائص ..ثم أبقى اللحظات الطوال أمام المرآة، أتأمل تقاسيم وجهي ، أصفف شعري ، أبتسم ، ألمس شفتي.. و..أقوم ب.. كثير من الحركات النرجسية . و عندما أضع رأسي على الوسادة ، أشرع في تصور الإنسان الذي سأرتبط به ، أصوره كما شاء قلبي ، و أتمرن، كالحمقاء، على أسلوب حياة غريبة عني ..
في الليله المشؤومة دخل الراضي علي ..بعدما أفرغ الكل الغرفة بمن فيهم جدتي ـ مرشدتي ـ ..ساد سكون قاتل يشبه سكون المقابر ..حتى ضوء القنديل خفت . و لأن حيائي كان فوق الحياء ، اختنقت أنفاسي ، ازدادت نبضات قلبي ، و تقلصت و تشنجت عضلاتي ..كل عضلاتي . توقف الزمن ..حتى اللعاب شح . أردت جرعة ماء لكنني لم أقو على الحركة و لا على الكلام ..لم أستطع رؤية ما يروج حولي لأن لثامي كان محكما. أحسست باقتراب الراضي مني ..لم يسلم ، و لم يبادر بالتحية ، و إنما أزال رزمة نبتة 'الحباق' و العمامة عن رأسي ، ثم مد يده إلى ذقني و رفعه إلى الأعلى ..أول ما عرفت منه يده الخشنة التي لامستني . أما وجهه فلم أتبين صفته إلا ليلة الثالث من يوم زفافنا ..
ابتعد عني نحو مسمار مثبت في الجدار .. شرع في إزالة ثيابه البيضاء و تعليقها بهدوء ..كنت أسترق إليه البصر مرة مرة .. لم أر منه إلا الظهر و اليدين.. وحين لم يبق عليه إلا سرواله 'القندريسي' العريض توجه إلى القنديل و نقص من ضوءه ..استدار نحوي ..خفضت بصري استحياء ، خجلا و خوفا . جاء إلي و قال " اخلعي ..إنهم ينتظرون"! كنت أنتظر كلاما غير الكلام ، كلاما يهدئ من روعي ، يرجع إلي الطمأنينة و يشعرني بالأمان.. لم أستجب ، كرر نفس الجملة ثانية و لم أستجب بل لم أحرك ساكنا ..مد قبضته إلي و هزني " ألم تسمعي !؟" ، قلت بصوت مضطرب " أريد شربة ماء من فضلك " رد بخشونة " أمامك السطل فقومي إليه " ، أفسح لي المكان ، قمت من زاويتي مستندة إلى الحائط و سدائل شعري على وجهي أبحث عن السطل ..شربت و عدت إلى الزاوية .عم السكون ثانية ..لم يسألني عن اسمي ، و لم يعرفني باسمه ..لم يطيب خاطري بكلمة ..بابتسامة. كنت أشعر أنني ضحية اغتصاب في غلاف شرعي ..رفع ثيابي ، وضعها على وجهي ..حاولت أن أقاوم ، لكن قوته كانت فوق قوتي ..بكيت ، صرخت ..
كتـم أنفاسي..صفعني..أضجعني..سمرني بجسمه الثقيل..قاومت و قاومت ..لم أكن أرى شيئا..و لم أسمع شيئا، و إنما أحسست بعضلاتي المتشنجة تنفجر ..تتمزق..غبت عن الوجود ..فقدت وعيي.. وساد السكون مرة أخرى..!استفقت على ضجيج داخل الغرفة ..قلت بصوت خافت " جرعة ماء .. جرعة ماء .." وجدت جدتي بقربي .. وحشدا من النساء .. بوابل من الزغاريد ..يصم الآذان .. كرهت الأيادي الخشنة ..و أقسمت بضعف وهوان النساء لأجعلن أصحاب تلك الأيادي كالنساء..
لما أقسمت سلطانة ، التقت مع الراضي فوق السطر الواهن .. قالت له يوم الثالث من زواجهما " انظر إلي جيدا .." بعدما دخل عليها ..ليس كالمرة الأولى ..بل سلم ، سلاما محتشما و ظل واقفا ، قامت بصعوبة و أنين إلى أن وصلت باب الغرفة ثم غلقته .. خلعت ثيابها كلها .. كررت " أنظر إلى جسمي جيدا يا..." قال " ..الراضي ، يا .." قالت " سلطانة ، سلطانة!..إنك لم تنظر إليه الليلة (http://forums.hsnoat.com/hs2741.html)الأولى. لقد اعتنيت به و ناجيته ..من أجلك ..لكنك لم تر منه إلا هنا " ثم أشارت إلى ما تحت صرتها ، " اقترب لترى ما فعلت .." استلقت على ظهرها .. " اقترب .. لا تخف .. و لا تخجل .." ، اقترب الراضي بتحفظ ، استرسلت " انظر ،لو أنك فعلت هذا كل مرة مع جزء من أجزاء جسدي، فلن يمضي الحول حتى أنتهي !..و تحتاج إلى ضحية أخرى". تقزز من حالتها ..أشفق عليها ، قالت ـ و قد رأت عليه علامات التقززـ " لقد " أعطاني " لك أبي ، فافعل بي ما شئت ..!" كانت دموعها تنهمر و صوتها جياشا ..قال " اعذريني يا سلطانة، كانوا ينتظرون ..و.. هكذا علمونا ! " أضاف بنبرة اللائم " ..ثم أنك .. لم تطاوعيني ليلتها حين أمرتك .. و لو أطعت ما كان حصل مني ما قد حصل .." أجابته " ..لم تكن تلك الليله بشرا ..إنسانا.. بل وحشا..أخافني ،و فعل بي
ما فعل!"
دمتو كما تحبوون
الليله المشؤومة\:
..ليس بين الفضيلة و الرذيلة سوى سطر تماس واهن ، يصعب على من ساقه قدره إلى حيث هو أن يصنف نفسه حينما تطأه قدماه أهو من أهل الفضيلة أم من أهل الرذيلة ..!
سلطانة و الراضي من أهالي القرية ، التقيا فوق السطر ..لا أحد يعلم من أي اتجاه جاءا ..عبر سلالة عريقة سافر الراضي إلى زمانه ليجد نفسه حطاما منخورا تماما كدار أهله الكبيرة ..بأبراجها و أسوارها العتيقة . ليس له ولد و ليس له أقارب . عندما تزوج بسلطانة كانت أمه العجوز ترنو قبل موتها إلى رؤية فرع من ابنها يضمن استمرار العائلة ـ و لم لا ـ يضمن عودة أمجادها .. لكن يبدو أن آخر عروق العائلة العريقة قد أنهك واستنزف كما حدث لكثير من آبار القرية .
أما سلطانة فليست إلا نشازا بين فروع تكبر و تترعرع و تخلف ، و كأن القدر حينما جعلها الأنثى الوحيدة بين إخوانها الذكور أراد أن يصحح خطأه فحملها إلى الراضي حيث لا استمرارية لها ..أو ..ربما كان قدرها أن تكون هكذا..
سلطانة ـ الآن ـ تهوى السمر ، تغادر باستمرار بيتها إلى الأفراح التي لا تنتهي .. عكس زوجها الراضي الذي يدخل المنزل مع غروب الشمس و يستيقظ باكرا لدرجة أن أنث أهل القرية اسمه و تعارف بينهم باسم "الراضية " بدل الراضي ..فيما أضحت سلطانة أميرة الليل ، لا يحلو لها الظهور إلا على ضوء القمر ..أليست هي التي أقسمت و أبرت القسم :
أقسم بعزة النساء لأجعلنك ـ أيها الرجل ـ كالنساء ..
قالوا لي " عندما ولدت كان الجو غاضبا ، و كان صوتك الصارخ بعد ميلادك يوحي بأنك ذكرا " ، لكن القابلة قالت بدعابة و هي تنظف مكان مولدي " طاحت عليكم الكشينة " ..عبارة تتردد كلما ازدادت أنثى ! طقوس استقبال المواليد الإناث ليست هي طقوس استقبال الذكور ..رغم مرور أربعة عشر قرنا و نيف على تحريم وأد البنات فإنه لا زال ساريا و بطريقة أو طرق أخرى ..كانت الفتاة بصمة عار على جبين والدها ، له كامل الحرية أن يتخلص من عاره ، أو، أن يتحمله طول حياته .. يداريه أو يواريه..تحت التراب ! كن يدفن حيات ..أمام أعين أمهاتهن ..اليوم لم يصرن يدفن تحت التراب بل فوقه ..تحضر الذكر و ارتقى ..ثم أبدع في أساليب الوأد!
كانت فرحة أمي بميلادي تفوق كل فرحة ..لأنني كنت البنت الوحيدة لها بين طابور طويل من الذكور ..لم أعرف اللعب مع البنات أبدا ، و كانت أمي هي الأنثى التي عرفت و أنا طفلة ..أبي لم يكن لديه وقت يخصص للأولاد يخرج باكرا و يعود متأخرا ، أيام الأعياد لا يكفيه وقته لزيارة الأقارب.. جدي كان يقضي النهار بغرفته ، لا يخرج إلا لتناول الوجبات ،أو صلاة الظهر و العصر بمسجد البلدة..كان نزيلا خفيفا علينا جميعا.أمي لها نظام رتيب ، عندما يخرج أبي من المنزل توقظنا ، تناولنا وجبة الإفطار ، تحلب الأبقار ثم تخرج إلى الحقول على ظهر الحمار فتعود به ممتلئا عشبا و حطبا ، تهيئ وجبة الغذاء ، تجلب الماء "تسقي" البهائم ثم تمخض اللبن . عند المساء تتفقد الحظيرة و تتأكد من دخول كل الماشية و الدواجن . كل أسبوع تنشر الغسيل ، أما الحمام فكان بالمناسبات ، و كانت أجسامنا متسخة لا نغير ثيابنا إلا نادرا ..تعايشت معنا الطفيليات و الحشرات و الأمراض الجلدية وغيرها ..لا نهتم بها و لا نلقي لها بالا ..بل ..كانت جزءا من حياتنا إذ كان عاديا أن ترى النساء أوقات الفراغ ينظفن ،كالقردة، رؤوسهن و رؤوس أولادهن من القمل و يرقاته . كان يخيل إلي أن حياتنا هي الحياة كلها ، و أن كل الناس مثلنا ..أينما وجدوا . لم أكن قادرة على الذهاب بمخيلتي إلى أبعد من قريتي ..أحلامي كانت ساذجة و صغيرة ..مثل صغر موطني ..أصنع عروسا من قصب ، أشكلها على هيأة صليب، أبحث عن أشلاء بالية من الثوب ، أغلفها ..أكلمها ..أعاتبها " لماذا أنت شقية ؟ لا تبكي ..ارضعي " و أضمها إلى صدري الذي لم تظهر معالمه بعد. عندما تنتبه أمي ، تقمعني " أخوك يبكي ،حركي به ' الدوح'.. خرجت البقرة من الحظيرة ، رديها .. دخل الحمار إلى المطبخ ، أخرجيه.. ذهب الدجاج إلى مخزن الخضر ، أبعديه .." هكذا كانت تتعامل معي أمي، مثل ما تفعل مع بناتها باقي أمهات القرية ..
كان اليوم يوم صيام . خلال الأيام التي سبقته لاحظت انتفاخا في نهدي ، كانت حلماتهما تؤلماني ..كنت وقت القيلولة عندما يسكن كل شيء بالمنزل أنفرد بنفسي ، فأكشف عنهما ، أدغدغهما فأحس بإحساس رهيب. كنت مرعوبة ، خائفة ، و مع توالي الأيام اكتشفت أن أحد نهدي أسرع انتفاخا من الآخر .فخفت من العاهة .. أخفيتها و تتبعت تطورها . استفقت على ألم حاد في بطني .. توجعت كثيرا و كتمت محنتي ، ملت إلى خلاء المنزل لقضاء حاجتي ، و عندما انتهيت لم ينته الألم .. هممت بارتداء سروالي فوجدت به أثر دم ..انتابتني الدهشة و الهلع، و لولا موقعه ما عرفت مصدره ..بكيت كثيرا ..و ترددت كثيرا قبل أن أخبر أمي بالأمر .. داريت الألم ، كانت قطرات الدم غير كثيرة لكن ألم مخاضها كان جحيما. دامت محنتي ثلاثة أيام ..و عندما شفيت أخبرت أمي بما حدث لي .. قالت"هل أنت صائمة أم مفطرة " قلت " بل صائمة " قالت " اذهبي إلى الحمام و اغسلي جسمك و نظفيه جيدا ..و إياك أن تفطري بعد اليوم ..".
لم يكن عمري يتجاوز الثانية عشر ، لم أفهم شيئا من قصدها ، قلت " و الدم يا أمي ؟.. ابتسمت ابتسامة عريضة لم آلفها منها " ..لا تقلقي ، إنه عيبنا نحن النساء . خلال الشهر القادم في نفس التوقيت تقريبا ستحسين بالألم، انتظري آنذاك دما آخر ..". أدركت أنني لم أبق تلك الطفلة التي تلعب بعرائس القصب ..بيد أن قلبي كان ميالا إلى اللعب ..كانت أول مرة أغتسل فيها بمفردي .. و توالت المرات ..لم أعد انتظر مجيء الشهر لأنني..كنت أجد متعة ذاتية و أنا في الحمام عارية ..اضمحلت مكانة عروس القصب في فؤادي فشغلتها مكانة ذاتي ..لم أكن أتصور أن الأجسام ،حين كنت أتأمل جسم أمي المهلهل، تمنح كل هذه المتعة الغريبة ..
تغير سلوكي ، و تغير معه معاملة أمي ، أبي و إخواني أيضا، أما جدتي فكان لا يتدخل في شأن من شؤون المنزل..أصبح تحدثهم إلي مرتبطا بتركيز أعينهم على ملامح أنوثتي ..أو ربما هكذا كان يبدو لي.. أحسست بالإحراج خلال الأشهر الأولى ثم استأنست بعد ذلك مع وضعي الجديد .
فاجأتني أمي بعد عامين تقريبا من حادثة الدم ذات صباح قائلة " اهتمي بنفسك أكثر .." ، ما الذي حدث؟ أو ليست هي التي كانت تقول إلى غاية البارحة مساء " ..أو أعجبتك نفسك ؟..أو بدأت 'تشمين رائحة إبطك' ؟.. لا تخرجي من البيت ..لا تفعلي كذا ..إياك كذا و كذا .. استتري ..استحيي ..إياك ثم ..إياك ثم ..إياك ..!" شأنها في ذلك شأن أبي و إخواني .. حصار فوق حصار !
كما دخلت العالم صارخة باكية أحسست من خلال لهجتها الصباحية الجديدة بأنني أتهيأ لدخول عالم آخر بنفس الحالة . أطرقت أمي رأسها قليلا قبل أن ترفع بصرها إلي " بعد الحصاد سيكون زفافك . لقد "أعطاك" أبوك البارحة.. " ..كنت أتساءل لماذا الضيوف تلك الليلله كانوا عندنا بدون مناسبة .. امرأة عجوز و رجلان طاعنان في السن .. لم يكونوا من أهالي قريتنا .
شعرت بأهمية جسمي ، لم أعد أدغدغ مواطن الإحساس الرهيب به ، و لم أعد أفعل أشياء أخرى ..كل ما كنت أقوم به هو تمرير يدي عليه بكامله ، أتأكد من سلامته ، من العاهات و النقائص ..ثم أبقى اللحظات الطوال أمام المرآة، أتأمل تقاسيم وجهي ، أصفف شعري ، أبتسم ، ألمس شفتي.. و..أقوم ب.. كثير من الحركات النرجسية . و عندما أضع رأسي على الوسادة ، أشرع في تصور الإنسان الذي سأرتبط به ، أصوره كما شاء قلبي ، و أتمرن، كالحمقاء، على أسلوب حياة غريبة عني ..
في الليله المشؤومة دخل الراضي علي ..بعدما أفرغ الكل الغرفة بمن فيهم جدتي ـ مرشدتي ـ ..ساد سكون قاتل يشبه سكون المقابر ..حتى ضوء القنديل خفت . و لأن حيائي كان فوق الحياء ، اختنقت أنفاسي ، ازدادت نبضات قلبي ، و تقلصت و تشنجت عضلاتي ..كل عضلاتي . توقف الزمن ..حتى اللعاب شح . أردت جرعة ماء لكنني لم أقو على الحركة و لا على الكلام ..لم أستطع رؤية ما يروج حولي لأن لثامي كان محكما. أحسست باقتراب الراضي مني ..لم يسلم ، و لم يبادر بالتحية ، و إنما أزال رزمة نبتة 'الحباق' و العمامة عن رأسي ، ثم مد يده إلى ذقني و رفعه إلى الأعلى ..أول ما عرفت منه يده الخشنة التي لامستني . أما وجهه فلم أتبين صفته إلا ليلة الثالث من يوم زفافنا ..
ابتعد عني نحو مسمار مثبت في الجدار .. شرع في إزالة ثيابه البيضاء و تعليقها بهدوء ..كنت أسترق إليه البصر مرة مرة .. لم أر منه إلا الظهر و اليدين.. وحين لم يبق عليه إلا سرواله 'القندريسي' العريض توجه إلى القنديل و نقص من ضوءه ..استدار نحوي ..خفضت بصري استحياء ، خجلا و خوفا . جاء إلي و قال " اخلعي ..إنهم ينتظرون"! كنت أنتظر كلاما غير الكلام ، كلاما يهدئ من روعي ، يرجع إلي الطمأنينة و يشعرني بالأمان.. لم أستجب ، كرر نفس الجملة ثانية و لم أستجب بل لم أحرك ساكنا ..مد قبضته إلي و هزني " ألم تسمعي !؟" ، قلت بصوت مضطرب " أريد شربة ماء من فضلك " رد بخشونة " أمامك السطل فقومي إليه " ، أفسح لي المكان ، قمت من زاويتي مستندة إلى الحائط و سدائل شعري على وجهي أبحث عن السطل ..شربت و عدت إلى الزاوية .عم السكون ثانية ..لم يسألني عن اسمي ، و لم يعرفني باسمه ..لم يطيب خاطري بكلمة ..بابتسامة. كنت أشعر أنني ضحية اغتصاب في غلاف شرعي ..رفع ثيابي ، وضعها على وجهي ..حاولت أن أقاوم ، لكن قوته كانت فوق قوتي ..بكيت ، صرخت ..
كتـم أنفاسي..صفعني..أضجعني..سمرني بجسمه الثقيل..قاومت و قاومت ..لم أكن أرى شيئا..و لم أسمع شيئا، و إنما أحسست بعضلاتي المتشنجة تنفجر ..تتمزق..غبت عن الوجود ..فقدت وعيي.. وساد السكون مرة أخرى..!استفقت على ضجيج داخل الغرفة ..قلت بصوت خافت " جرعة ماء .. جرعة ماء .." وجدت جدتي بقربي .. وحشدا من النساء .. بوابل من الزغاريد ..يصم الآذان .. كرهت الأيادي الخشنة ..و أقسمت بضعف وهوان النساء لأجعلن أصحاب تلك الأيادي كالنساء..
لما أقسمت سلطانة ، التقت مع الراضي فوق السطر الواهن .. قالت له يوم الثالث من زواجهما " انظر إلي جيدا .." بعدما دخل عليها ..ليس كالمرة الأولى ..بل سلم ، سلاما محتشما و ظل واقفا ، قامت بصعوبة و أنين إلى أن وصلت باب الغرفة ثم غلقته .. خلعت ثيابها كلها .. كررت " أنظر إلى جسمي جيدا يا..." قال " ..الراضي ، يا .." قالت " سلطانة ، سلطانة!..إنك لم تنظر إليه الليلة (http://forums.hsnoat.com/hs2741.html)الأولى. لقد اعتنيت به و ناجيته ..من أجلك ..لكنك لم تر منه إلا هنا " ثم أشارت إلى ما تحت صرتها ، " اقترب لترى ما فعلت .." استلقت على ظهرها .. " اقترب .. لا تخف .. و لا تخجل .." ، اقترب الراضي بتحفظ ، استرسلت " انظر ،لو أنك فعلت هذا كل مرة مع جزء من أجزاء جسدي، فلن يمضي الحول حتى أنتهي !..و تحتاج إلى ضحية أخرى". تقزز من حالتها ..أشفق عليها ، قالت ـ و قد رأت عليه علامات التقززـ " لقد " أعطاني " لك أبي ، فافعل بي ما شئت ..!" كانت دموعها تنهمر و صوتها جياشا ..قال " اعذريني يا سلطانة، كانوا ينتظرون ..و.. هكذا علمونا ! " أضاف بنبرة اللائم " ..ثم أنك .. لم تطاوعيني ليلتها حين أمرتك .. و لو أطعت ما كان حصل مني ما قد حصل .." أجابته " ..لم تكن تلك الليله بشرا ..إنسانا.. بل وحشا..أخافني ،و فعل بي
ما فعل!"
دمتو كما تحبوون