المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عظماء في تاريخ الاسلام


***عروووسه***
05 Aug 2010, 07:28
خالد بن الوليد سيف الله المسلول











خالد بن الوليد قائد إسلامي عظيم كان من المجاهدين المسلمين الذين عاصروا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وأطلق الرسول عليه لقب سيف الله المسلول، كانت بدايته في الجاهلية حتى من الله سبحانه وتعالى عليه بنعمة الهداية، فدخل إلى الإسلام بعد غزوة الأحزاب، وبعد إسلامه قاتل بسيفه أعداءه من المشركين والمنافقين كان قائداً حربياً لا يشق له غبار، وتولى قيادة الجيش الإسلامي في العديد من المعارك الهامة والتي كللت بالنصر من عند الله.

قال عنه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام " ما مثل خالد من جهل الإسلام ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين على المشركين لكان خيراً له ولقدمناه على غيره"، وبعد الإسلام قال عليه الصلاة والسلام" الحمد لله الذي هداك ، لقد كنت أرى لك عقلاً رجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير" .



النشأة


هو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي، أبو سليمان، ولد عام 584 م لعائلة رفيعة النسب فكان والده الوليد بن المغيرة أحد أشراف وأثرياء قريش، تدرب خالد منذ الصغر على الفروسية وأظهر فيها الكثير من البراعة حتى أصبح فارساً عظيماً لا يشق له غبار، فكان واحداً من ألمع قادة فرسان قريش، كما تولي مهمة "القبة والأعنة" وراثة عن أبيه.
حارب خالد بن الوليد أولاً ضمن صفوف المشركين ضد المسلمين فخاض عدد من الغزوات ضد المسلمين كأحد القادة المشركين المعادين للإسلام، بل لقد كان صاحب الفضل في تحويل نصر المسلمين في غزوة أحد إلى هزيمة بعد أن هاجم الجيش الإسلامي من الخلف وذلك بعد أن تخلى الرماة عن مواقعهم، وقاتل قتالاً شرساً ضد المسلمين هذا إلى النقيض تماماً مما حدث بعد إسلامه فقد قاتل بعد ذلك في سبيل الله قتالاً رائعاً استبسل فيه واستدعى جميع مهاراته كفارس فكانت له العديد من الانتصارات والبطولات في المعارك التي خاضها لصالح المسلمين.



إسلامه


قام بإعلان إسلامه في العام الثامن للهجرة وذلك قبل فتح مكة بستة أشهر وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين، وقد أعلن إسلامه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كل من عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة، ومنذ أن أعلن إسلامه لم يرفع خالد بن الوليد سيفه قط سوى لنصرة الإسلام والمسلمين فكان نعم القائد والفارس الشجاع الذي مكنه الله من تسليط سيفه على رقاب المشركين فكان يعود له هذا السيف بالنصر والعزة للإسلام، وقد أطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقب " سيف الله المسلول"، مما قاله رسول الله عن إسلامه " الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك إلا إلى الخير".








دوره كقائد إسلامي




كانت أولى الغزوات التي شارك فيها خالد بعد إسلامه غزوة مؤتة التي كانت بين كل من المسلمين والغساسنة والروم، وقد أظهر الكثير من البراعة والحنكة القتالية في هذه الغزوة وقاد الجيش المسلم بعد أن سقط أمرائه الثلاثة زيد بن حارثة وجعفر وعبد الله بن رواحة في المعركة، وقد استبسل في هذه المعركة حتى أنه دقت في يده تسعة سيوف أثناء القتال.
وقد شارك أيضاً في فتح مكة فقد ولاه الرسول عليه الصلاة والسلام على واحدة من الكتائب الإسلامية التي ذهبت للفتح، كما كانت له العديد من المشاركات الأخرى فشارك في حروب الردة التي شنها أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة الرسول على المرتدين والمنافقين، فقام أبو بكر بتوكيل مهمة ردع هؤلاء المرتدين لخالد بن الوليد الذي أبلى خير البلاء في هذه المهمة وكان على رأس هؤلاء المرتدين طليحة بن خويلد، مسيلمة بن ثمامة أو الكذاب واللذان أدعيا النبوة، فلقد ارتد طليحة وقام بادعاء النبوة والتف حوله قبيلة بني أسد فسار إليه خالد ودحره هو ورجاله فعاد إلي الإسلام، كما ارتد مسيلمة وادعى النبوة والتفت حوله قبيلة بني حنيفة فسار خالد إليهم أيضاً وكانت من اكبر المعارك التي خاضها المسلمون في حروب الردة وأنتصر خالد وقتل مسيلمة .
قام الخليفة أبو بكر الصديق بتولية خالد على أجناد العراق وذلك من أجل قتال الفرس فأستبسل خالد في قتال الفرس هو وجنود المسلمين وظل يقاتلهم حتى أبادهم، فشهدت ارض العراق تحقيق انتصارات مذهلة لجيش المسلمين تحت قيادة خالد بن الوليد لهم وقام بالسيطرة على أجزاء كبيرة من بلاد فارس.
من المعارك الهامة أيضاً التي قام خالد بقيادة الجيش فيها معركة اليرموك والتي وقعت ضد جيش الروم فقد اظهر فيها خالد الكثير من موهبته القيادية والقتالية على حد سواء، فقام بتوحيد جيوش المسلمين لتصبح قوة واحدة في وجه الجيش الرومي، وتقاسم الإمارة مع غيره من القادة الأكفاء فاتفق معهم على أن يتولى أمارة الجيش كل يوم واحداً منهم، وبدأ بنفسه فاظهر الكثير من المهارة والاستبسال.
وفي هذه المعركة مع جيوش الروم خرج جرجة أحد القادة الروم لمبارزة خالد وعندما خرج خالد لمبارزته سأله القائد الرومي قائلا: هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاكه فلا تسله على قوم إلا هزمتهم
قال خالد : لا
قال جرجة: فيم سميت سيف الله ؟
قال خالد : إن الله عز وجل بعث فينا نبيه محمد عليه الصلاة والسلام فنفرنا عنه ونأينا عنه جميعاً ثم إن بعضنا صدقه وتابعه وبعضنا باعده وكذبه فكنت فيمن كذبه وباعده وقاتله ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به فتبعناه.
فقال عليه السلام أنت سيف من سيوف الله سله على المشركين ودعا لي بالنصر فسميت سيف الله بذلك، فأنا من أشد المسلمين على المشركين.
قال جرجة: صدقتني فأخبرني إلام تدعوني .
قال خالد : إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله والإقرار بما جاء به من عند الله.
قال جرجة : فما منزلة الذي يدخل فيكم ويجيبكم إلى هذا الأمر اليوم.
قال خالد : منزلتنا واحدة فما افترض الله علينا شريفنا ووضيعنا وأولنا وأخرنا، فأنقلب جرجة إلى صف خالد وقال له : علمني الإسلام وأخذه خالد إلي خيمته وأتاه بماء ليتطهر ثم لقنه الشهادتين وخرجا معاً يقاتلان الروم .



أخلاق الفرسان


توفى أبو بكر الصديق رضي الله عنه واستخلف عمر بن الخطاب مكانه خليفة للمسلمين، ولما علم خالد بذلك لم يخبر احد حتى لا يحدث توتر وهرج في صفوف المسلمين، ومضي يضرب بسيفه يميناً ويساراً في صفوف الروم ويستحث الرجال على الإقدام والقتال حتى تحقق النصر للمسلمين وتقهقر جيش الروم مهزوماً مخذولاً.
وبعد وفاة أبي بكر وتولي عمر الخلافة أمر بتولية أبي عبيدة بن الجراح إمارة جيش المسلمين بدلاً من خالد بن الوليد، وعلى الرغم من هذا لم يقابل خالد هذا الأمر بالغضب أو الضيق بل سلم أبي عبيدة قيادة الجيش كما أُمر وهذا إن دل فإنما يدل على أخلاق عظيمة تمتع بها هذا الفارس المسلم العظيم الذي كان دائماً يؤثر رفعة الإسلام ونصره وإطاعة الخليفة عن أي أطماع شخصية قد تطول غيره، وبعد أن تسلم أبي عبيدة قيادة الجيش قاتل خالد بن الوليد في جيش المسلمين كجندي مخلص ينفذ أوامر قائده.



وفاة الفارس



توفى خالد بن الوليد عام 642م هذا البطل، والفارس المسلم الذي أسلم بعد أن كان مشركاً فأمن بالله والرسول ورفع سيفه من أجل نصرتهم فكان سيفه يرد إليه بالنصر وعلى الرغم من كثرة الحروب التي خاضها إلا أن وفاته لم تكن في أي من هذه المعارك بل جاءته وهو في فراشه وقال في هذا "ما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء".
رحم الله خالد بن الوليد ورضي عنه وعن غيره من المسلمين الذين لم يدخروا جهداً من أجل نصرة دينهم والدفاع عنه، وجزاه خير الجزاء عن المسلمين.





يتبع باذن الله
.....
....
...
..

***عروووسه***
05 Aug 2010, 07:31
قتيبة بن مسلم الباهلي





هو البطل المغوار والقائد الكبير وكبير مجاهدي الدولة الأموية بلا منازع ومدخل الإسلام على بلاد الصين، وقاهر الأتراك الكفرة، صاحب الشخصية الجهادية الساحرة التي بهرت كل من رآه وأسرت نفس كل من سمع أخباره، وأسلم على يديه آلاف من الكفرة، حبًا فيه وفي جهاده وشجاعته لا خوفًا من سيفه وسطوته، والذي حطم كل أعدائه، ولم يفر في معركة قط، ولم يهزم في معركة قط، صاحب الراية الميمونة على الإسلام والمسلمين الأمير أبو حفص قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن ربيعة الباهلي، والذي أثبت بطلان دعاوى وضاعة الأصل تؤثر على صاحبها، ذلك لأن قبيلة [باهلة] التي ينتب إليها قتيبة بن مسلم قبيلة مرذولة وحقيرة جدًا عند العرب يضرب بها المثل في الضعف والقلة والحقارة لذلك فلقد ورد حديثًا أن الأشعث بن قيس قال : يا رسول الله أتتكافأ دماؤنا؟ قال: نعم] ولو قتلت رجلاً من باهلة لقتلتك]، وقيل لبعض العرب [أيسرك أن تدخل الجنة وأنت باهلي؟ قال: [بشرط أن لا يعلم أهل الجنة بذلك]، حتى أنهم تمادوا في السخرية من باهلة وقالوا [لو قيل للكلب يا باهلي لعوى حزنًا بهذا الوصف]، والإسلام جاء فألغى كل هذه العصبيات الممقوتة، وجعل الأفضلية بالتقوى لا بالأصل والنسب، وبفضل دين الله الإسلام ظهرت شخصية هذا العملاق الجهادي الذي لم يكن ليظهر لولا فضل الله عز وجل بدينه ورسوله وشريعته .



ولد قتيبة بن مسلم سنة 48هـ بالعراق، وكان أبوه مسلم بن عمرو من أصحاب مصعب بن ال**ير، وقتل معه في حربه ضد عبد الملك بن مروان سنة 72هـ، ونشأ قتيبة وترعرع على حب الجهاد، وكانت منطقة العراق هي قاعدة الانطلاق للحملات الجهادية على الجبهة الشرقية للدولة الإسلامية، وقد اشترك قتيبة في هذه الحملات عدة مرات وأبدى شجاعة فائقة وموهبة قيادية فذة لفتت إليه الأنظار خاصة من القائد العظيم المهلب بن أبي حفرة قاهر الخوارج وفاتح خراسان، فأوصى به لوالي العراق الشهير الحجاج بن يوسف الثقفي الذي انتبه لبعض المهام ليختبره بها حتى يرى أهليته لما سوف يؤهله إليه الحجاج بعد ذلك من المكانة العظيمة .



ولاية قتيبة بن مسلم خراسان :


بدأ رحلة المجد الجهادي لهذا القائد العظيم من سنة 86هـ عندما ولاه الحجاج بن يوسف الثقفي ولاية خراسان، وعهد إليه بفتح بلاد الترك، وتنظيم الحملات الجهادية للانتهاء من فتح بلاد خراسان كلها وما ورائها، إن أمكن هذا، وقد استمر الأمير قتيبة في تلك المهمة طيلة عشرة سنوات لم يعلم فيها أن هدأ أو كلّ أو استراح أو أوقف الجهاد، بل وقته كله جهاد في سبيل الله عز وجل، وفتح للمدن وتهديم للأصنام وتحريق للأوثان، وإقامة لشعائر الإسلام، وقد قام قتيبة بتقسيم حملاته الجهادية إلي أربعة مراحل حقق ف يكل منها فتح ناحية واسعة فتحًا نهائيًا، وثبت فيها أقدام المسلمين وقد هابه الأتراك مهابة عظيمة حتى أن مجرد ذكر اسمه كان يسبب الهلع والرعب في قلوبهم، وسار في هذه المراحل على نفس الخطة التي سار عليها [المهلب] وهي خطة الضربات السريعة المتلاحقة على الأعداء فلا يترك لهم وقت للتجمع وتنظيم الصفوف وقد امتاز قتيبة عن [المهالبة] بأنه كان يضع لكل مرحلة خطة ثابتة ويحدد لها وجهة معينة، ويجتهد في الوصول إلي ما يقصده غير عابئ بالمصاعب معتمدًا على بسالته النادرة وشجاعته الفائقة وروح القيادة التي امتاز بها وإيمانه العميق بالإسلام، أما تلك المراحل الأربعة فهي :
المرحلة الأولى : قام فيها بحملته على منطقة [طخارستان]، وكان المسلمون قد فقدوها فأعادها وثبت أقدام المسلمين فيها، وذلك سنة 86هـ .
المرحلة الثانية : قاد فيها حملته الكبيرة على [بخارى] من سنة 87هـ حتى سنة 90هـ حيث فتح مدن بخارى الكبيرة مثل بيكند وتوشكت ورامثيه وانتهى تمامًا من فتح هذا الإقليم الهام سنة 90 هـ .
المرحلة الثالثة : وقد استمرت من سنة 91 هـ حتى سنة 93هـ فتح إقليم خوارزم ووصلت فتوحه إلى سمرقند وضمها إلى دولة الإسلام نهائيًا .
المرحلة الرابعة : امتدت من سنة 94 حتى سنة 96هـ، وهي سنة مقتله وقد أتم فيها قتيبة فتح حوض نهر سيحون بما فيه من مدن ووصل في نهايتها إلى فرغانة ثم دخل أرض الصين سنة 96هـ، وأوغل في منطقة [تركستان الغربية] حتى وصل إلى مدينة [كاشغرا] وجعلها قاعدة إسلامية، وهي آخر ما وصلت غليه جيوش الإسلام في آسيا شرقًا مع العلم أن الفتوحات الإسلامية لم تتخط هذه النقطة بعدهًا أبدًا .




مواقفه وبطلاته الجهادية، وزهده :




عندما فتح قتيبة مدينة [بيكند] وهي تابعة لـ [بخارى] صلاحه أهل المدينة وجعل عليها واليًا من المسلمين فلما رحل عنها نقضوا عهدهم وقُتل الوالي المسلم وجدعوا أنوف من كل بالمدينة بالمسلمين ومثلوا بهم فعاد إليهم الأسد قتيبة وحاصرهم شهرًا وهدم سور المدينة فسألوه الصلح فأبى ذلك، وأصر على فتحها بالسيف فقتل المقاتلين وسبى الذرية وغنم الأموال ليرتدع الكفار الخارجون ولا يعودوا لمثلها، وكان الذي ألب على المسلمين رجل كافر من أهل المدينة أعور العين وقد وقع أسيرًا فقال لقتيبة [أنا أفتدي نفسي بخمسة آلاف ثوب حريري قيمتها ألف ألف] فأشار الأمراء أن يقبل ذلك منه، فقال قتيبة [لا والله لا أروع بك مسلمًا مرة ثانية وأمر به فضربت عنقه]، وهذا يبين أن هذا البطل المجاهد كان لا يبغي بجهاده سوى نصرة الدين ولا يريد من الدنيا شيئًا .




فقهه بالناس :

كان قتيبة من هذا النوع من الأبطال الذين يعرفون دخائل النفوس البشرية وحاجاتها وكان يقاتل مع المسلمين، وهو يعلم أنهم بعيدون عن أرضهم وعيالهم فكان إذا غنم أموالاً استأذن من الحجاج والي العراق أن يغرقها على الجنود ليتقووا بها ضد عدوهم الكافر فيوافق الحجاج حتى كثرت الأموال في يد المجاهدين وقويت نفوسهم وعزائمهم ضد الكفرة، وأصبحوا قوة عظيمة لصالح الإسلام .




إيمانه بالله وتوكله عليه :

وعندما فتح قتيبة بن مسلم مدينة سمرقند، وكانت قاعدة ملك الأتراك الهياطلة اشترك على أهلها شرطين أما الأول فهو أن يبني في المدينة مسجدًا لله ويضع فيه منبرًا، ويصلي فيه ويخطب على المنبر أما الشرط الثاني وهو أن يحطم أصنام المدينة وأوثانها، وبالفعل نفذ الشرطان، فلما أخذ الأصنام ألقيت بعضها فوق بعض حتى صارت مثل الجبل الكبير ثم أمر بإحراقها، فتصارخ أهل المدينة وبكوا، وقال الكفار [إن فيها أصنامًا قديمة من أحرقها هلك]، وجاء ملك المدينة واسمه [غورك]، وقال لقتيبة [إني لك ناصح لا تحرقها فيصيبك الأذى] فقال قتيبة [أنا أحرقها بيدي فكيدوني جميعًا ثم لا تنظرون] ثم قام إليها وهو يكبر الله عز وجل وألقى فيها النار فاحترقت كلها .



صبره وشدته في المواقف الخطيرة :




تعرض قتيبة لعدة مواقف عصيبة صمد أمامها كالطود العظيم، وأظهر شجاعة وثباتًا لم يعلم من قبل مثله من هذه المواقف أنه بعد أن فتح مدينة بخارى فر منها ملكها [وردان] وراسل ملوك الترك الكفرة الذين كانوا من قبل قد تعاهدوا مع قتيبة فأجابوه ونقضوا بيعتهم لقتيبة، واتفقوا عليه وحشدوا أعدادًا هائلة من الكفار وأقبلوا في جيوش جرارة في تحالف كفري على أهل الإيمان والإسلام، ووصلت الأخبار لقتيبة فأعد جنوده المؤمنين، واصطدم معه في معركة طاحنة هائلة أبدى فيها المسلمون بطولة وشجاعة نادرة المثيل، وانتصروا على القوم الكافرين، وقتل منهم قتيبة عشرات الآلاف، وحتى يردع أعداء الله عن مثلها صلبهم على مسافة أربعة فراسخ في نظام واحد الرجل بجوار الرجل، وذلك في كل اتجاه أربعة فراسخ يمنة وأربعة فراسخ يسرة وإلى الأمام وإلى الخلف فلم يقم للكفار بعدها قائمة .





سبب مقتل قتيبة بن مسلم :





العجيب حقًا أن هذا البطل الشجاع والقائد النادر قد زل زلة كان فيا حتفه ومقتله، وذلك أن قتيبة كان ممن وافق الخليفة الوليد بن عبد الملك على عزل أخاه سليمان عن ولاية العهد، وجعل ابنه عبد العزيز واليًا مكانه، وكان الحجاج أيضًا قد وافق على ذلك، مما جعل سليمان ينقم عليها بشدة ولم يتم ما أراد الوليد وبقي سليمان واليًا للعهد، فلما مات الوليد وأصبح سليمان الخليفة خاف قتيبة بن مسلم من سليمان، وظن أنه سوف يعزله أو يسجنه أو يقتله؛ لأنه وافق الوليد على خلعه وقرر قتيبة أن يخلع بيعة سليمان، ودعا جنوده لذلك فلم يوافقوه، وكان ذلك منهم صواب، ومنهم خطأ، فاشتاط قتيبة منهم غضبًا، وشرع في تأنيبهم وذمهم قبيلة قبيلة وحيًا حيًا من القبائل العربية، وهاجت العصبية القبلية، ونفروا منه وعملوا على مخالفته والحد من مشروعه لعزل سليمان، واستغل هذا الخلاف رجل من الأتراك، واسمه [حيان النبطي] سعى للإفساد بين المسلمين، وبالفعل تكالب الجنود بقيادة رجل وكيع بن سود، واجتمعوا على محاربة قتيبة، وبالفعل أخذوا في قتاله ولم يرد عليهم قتيبة الذي قتل هو وأولاده وإخوانه في 3 ذي الحجة 96هـ، فغفر الله له هذا الخطأ لما كان من سالف الأعمال الصالحة والجهاد في سبيل الله، وما أسلم على يديه من الكفار فلقد أسلم على يديه مئات الآلاف من الكفار إعجابًا بشخصيته الجهادية وشجاعته وصبره وزهده في الدنيا، فرحمه الله على بطل أبطال الجهاد الإسلامي في الشرق الأقصى ومدخل الإسلام إلى بلاد الصين.

zoozi
06 Aug 2010, 02:36
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه )
موضوع جدا رائع لعظماء مسلمين يقتدى بهم
تسلم الأيادي عروسه ويعطيكِ العافيه
اجمل تحيه لكِ...

موني
06 Aug 2010, 08:17
رضي الله عنهم اجمعين

يسلمووعروسه على طرحك العظيم

دمت بحفظه ورعايته

امير الظلام
07 Aug 2010, 01:47
جزاكى الله خيرا على ذلك الموضوع

رضي الله عنهم وجمعنا معهم في الفردوس الاعلى

كل الشكر عروووسه على السلسله الطيبه لعظماء الاسلام

Night Queen
07 Aug 2010, 06:29
موضوعك حلو ومميز
رضي الله عنهم وارضاهم وجمعنا بهم في جنات النعيم
شكراً لكِ على هذا الطرح الراقي