مذكّرات رجل

مذكّرات رجل

مضى الوقت وقلمي بين طيات الورق قد بدأ جئت اليوم ولا أعلم أهو خوفًا من ماض سبق أو دقات قلب قد اشتاقت لدمع ذكرى قد مضت أم هو مجرد تسلية لنفس اعتادت على آلام عشق رحل صدقًا لا أعلم لما عودتي من جديد لأبدأ بلحن الشجن على غصون قد جفت وانتهت وهل اليوم بقي كلام لأخاطب أحد الكل رحل من أرضي ومملكتي ولم يبق سوى الفراغ وبعض عطور لأنفاس أناس سكنوا ورحلوا في سلام فلا فائدة من مناداتهم أو حتى فتح بوابات الأوهام ولتجمع شتاتك يا جسدي ولترحل مثلهم وتقفل مدينتك على ذكراهم فلن يعودوا ولن تبقى لحظات السعادة المعطرة بهجرهم فقد أصبحت أهوال لنفس ذاقت بصغر سنها أوجاع أزمان الحب كلها وأصبح اليوم بأرض المدينة بقايا لحبيبة راحلة وأخذت بأحضانها أسعد لحظات قد وُلدت على يدها وأحاسيس رجل قد تجمدت بعد فراقها فلتأت تيارات الزمن لتجرف بطريقها ما تبقى فلا خواطري أصبحت تجدي نفعًا لها ولا تطفئ بذات الوقت محيطات اشتياقي لأحضان قلبها فاليوم أكتب ولا أعلم سبب كتابتي أهو حنين لما ذهب ولن يعود أو لحياة قد مرت علي بغمضة عين وأصبح عمري كله ذكريات مجرد ذكريات فاليوم أيقنت أن ما ذهب من عمري شخصيات منها من نحت بجسدي آثاره لآخر يوم أقضيه ومنها من ألمه بالوقت قد رحل وأصبح قبرًا قد دُفن واندثر حان الوقت لأقفل ورقي وأضع بين أضلعه قطرات دمع قلمي وأرحل كباقي ساكنين قد سبقوا فالوداع يا أحلى لحظات العمر وكم تمنيت أن أعود بلحظة لأيام قد مضت فاليوم يبقى الصمت بآخر أحرفي كعادتي وليَبق بالنفس ما بقى

مع خالص تحياتي
الملاك الضائع
رجوع