استقالة خواطري

Sorry, your browser doesn't support Java(tm).
تعب الطريق رُسِم وآلام نفسي نزفت على أرض العدم
تهاوت قصور القرب بعواصف البعد وخط الموت ارتسم
أعباء الحياة جعلت من جسدي مستوطنات اُستَحَلت دمائها
جعلت من آمالي أوهام صعب منالها
وجعلت من عشيقتي محرمة علي ولغيري مرقده بدفء أحضانها
لا يبقى بين أحرفي ما يطفئ شغف عاشق مزقته خناجر قَهرهِ ببعادها
لم يبقى بمذكراتي سوى هوامش جهلتها وحان الوقت لحسابها
وانتظاري كطفل بغرفةٍ مظلمةٍ مكبل بأساور الزمن
منتظر حكم قاضٍ قاسي أصم
بسجن قضبانه لينة مُزجت بسموم أفاعي الحلم
فلا حقيقة لها أو حتى بقاضيها القاسي الأصم
بدأت علامات الاستفهام تقتحم مسلماتي
بدأت اليوم الحرب قبل أوانها لإظهار انهزامي
وصوتٍ ضعيف يسري بداخلي ليبعثر ما تبقى من هيكل رجلٍ مثالي
لتقتلني وتجعلني مع الضعفاء بانتظار معادي
لأكون برحلة البعد وقد أكون ساكن بلا إحساس
وما تبقى منها قد اُغتيلت قبل ولادتها بألف دهرِ
قد تبقى بعض الذكريات وصورٍ تجعلني أتذكر هويتي
وقد تضيع بين الأقنعة وكثرت أمواج الغضب تغرقني بأعماق الصمتِ
بين صراخي بحبال صوتٍ تقطعت وجوارحٍ استقالت من أدوار العقمِ
لا يبقى أحد بساحة المعركة سوى أنا وبعض شخصيات من الوهم
منها عقلٍ اعتصم عن الفكر وجسدٍ تنازل وأصبح قائم على المُر
لا أحد كسر قواعد الزمن وأصبح بطلاً ليطلق مني طفلي الحزين
لا أحد كسر حدود الزمن وجعلني بين أوهام الألم أكسرها بيقين
وأنتِ يا خليلتي رحلتي بين طيات عواصف الذكرى والحب والحنين
قد أَسروكِ بأرض حبك..مزقوا بواقي الباقي من عشق قلبٍ دفين
جعلوا بيني وبينك أسطورة حبٍ أساسها رحلوا بصمتٍ مهين
لا وجود لنا وأصبحنا بين أودية الحلم كذرات علقمٍ أليم
بمدارات الزمن مجرد خيالات بقلب قلبي وبقائي بعرين الظلم والجحيم
لا يبقى بأعمدة الصدق سوى طلاسم اللعنة فارحلي لأجلي بأحضان غيري
اجعليه بيتك واجعلي من يده قلب أَباً حنون
فاليوم أصبحت لكِ الذكرى وكل ماضِ وجنون
اليوم طفلتي أصبحت لكِ مجرد عابر على أرض عشقٍ راحلٍ بصمت وسكون
فلن يبقى مني سوى خطوات ستمحى
وترحل كما رحل من قبل كل حبيبٍ بفعل الوقت وجنوده المسالمون
فأسلحتهم الذكريات وجنودهم ألم الذات ودمارهم كسر المعجزات
فلا جدوى من انتظارنا سوى موتنا باستمرارنا وقتل أحلامنا
وآخر أحرف خاطرتي أكسر حرف قلمي لحداده على قلبي
وتشرخ أسطري وتسقط عباراتي احتجاجاً على استسلامي
لتقتلني وتشهر وتفضح ما بجعبتي من أحاسيس العمر
وأبقى عاري بلا رداءٍ واستقالة جسدي عن دوره من بادئ الأمرِ
فالكل ذهب وترك مني روحاً فقط لا لتريحني
وإنما لتذكرني كل يوم بآلامي ونزف أدمعي على مدينة العجزِ
على أطلالك يا امرأة سلبت مني كل ما هو لي ولم أملكه من قبلِ
فأنفاسك أقسمت على استمرارها رغم استقالة جسدي
ليس بداخله وإنما لتكون بجانبي لتحمني من غدر المستقبلِ
رغم أنه لم يبقى في ما أخشاه فالكل استنفر ورحل بسرعةٍ وعجلِ
إلا قلبك الحنون صمد وظل لآخر لحظاته يقاتل من أجلي
فلكِ مني كل الحب

تقبلي خالص تحياتي سيدتي ........ فاليوم وقفة الحداد على خواطري

الملاك الضائع

عودة لصفحة الخواطر