عبٌارة الوهم
Sorry, your browser doesn't support Java(tm).


هاأنا من جديد وقد عدت لترحلوا معي خلف أسوار الزمان

عدت لأكون على متن عبٌارة قد تحجز لها مابين ألف عام وعام

قد تكون مخيفة ولكنها مُعدة على قهر الأوهام

رُكابها مُحنطون 

فلا يوجد بينهم أحياء سوى أنت وباقي أحلام

قد تُحييك وأنت في بحرِكَ الهادر الملئ بالآثام 

وقد تَسحقق وأنت تتنظر المزيد ولاتعلم مابِكَ من الأيام

قد يستقر قلبك بين الضلوع أو يرحل مع هول المكان

لايوجد سوى البرد القارس والظلمة وأنفاس النيران

قد نظرت وإذ بين الظلام بشبح قد ظهر في عبٌارة الأوهام

وبدأ بالعزف كأنين حيران

ونظرتِهِ جعلتني سجين بنفسي وقد عفت هذا الإنسان

نعم قد عفت نفسي ومن شكواي المستمره من الأحزان

وإذ به يبادر بالكلام

إهدأ ياصغيري 

فأنت بعبٌارة الوهم ولا يكون بها إلا من غدر به وليفه 

ورحل بلا إستئذان

إهدأ وسأترك لك دربك حتى تكشف طريق حزنك وسوء قدرك

وذهب وعدت أنا في ظلمة المكان

والكل من حولي بلا حراك...الكل في سكون تام

وإذ بعٌبارة الوهم تتوقف على جزيرة 

أشجارها قاحلة من الخير منحوته بشكل إنسان

نعم إنسان عقيم خلا من الإحساس .... وأنا في فزعٍ تام

مالذي أتى بي هنا وماكل هذه الأوهام

وإذا بي بين الأشجار ولا أعلم كيف مالم يكن بالحسبان

والكل يبكي كطفلٍ رحل ولا يعلم طريق عودته من هذا المكان

أطفالهم شيوخ....نظراتهم سجينة

قلوبهم حزينه....نبراتهم ممزقه

أوردتهم أليمة....وجروحهم عميقة

يــاإلهي أين أنا وكيف السبيل لعودتي

وإذا بي على متن العبٌارة مرة ثانية

نعم قد عدت في لحظات كل منها كانت كملايين الأيام

لاأعلم مالذي حدث 

ولكن أهذا سبيل كل من هجره وليفه بين الزحام

وإذا بشبحي يعود بنظراته الحادة وملامحه العقيمة

ليخبرني أن هذه نهايتي 

وبدأ يجيب على تعجبي وحيرتي 

فما كانت عبارتي سوى الخيانة

والجزيرة هي أرض ضحاياها 

وأشجارها أُُناسها وأطفالها هي لعبتها

وعودتها دليل على سهولة خداعها

وعبٌُارتها دائماً في سعادة على القيام برحلاتها

في أتم الإستعداد في أي وقت للقيام بزيارة أخرى لجزيرتها

لتترك ضحاياها وتزيدهم في كل مرة مخدوع زيادة

وها أنا بينهم أقف بلا حراك 

بأنينهم أستمتع وبأنيني أبكي

على غبائي يوم اخلاصي لخائنة 

دمائها سم أفعى....ورائحتها العطرة بقايا متحللة

وأنفاسها بركان فاجرة

وهمسها طعنات غادرة

وأناضحية أخرى على يد ماردة عاتية

محنط مجبور على الإنضمام لهم....في إنتظار مخدوعٍ ثاني غيرهم


مع خالص تحياتي
الملاك الضائع