أطلال رجل

أطلال رجل

يا من أخاف هجرَها والبعد عن قلبِها ويا من جعلتْ من آلامي مرقدًا لحنانِها اليوم أرسم الخوف على صفحات عشقِنا وتبدأ أحاسيس المُر بشق طريقِها طفلتي... كيف برجلٍ آخر يأخذ أنفاسًا أقسمتْ على إخلاصِها أقسمتْ على استمرارِها في صدري ودفءِ إحساسِها لا تذهبي وتجعلي من حبي أسطورةً لغيرِنا وكيف لطفلٍ صغير أن يرحل بزورق الموت بين طيات أشواكِنا يا خليلتي... قد ألفتُ وحدتي في أحضانِ صدرك وألفتُ جنونك وحيرة أحلامك على مِياف استمرارِنا وكُسر قلمي على سطور الشوك وصرخات آهاتِنا اليوم خاطرتي تقتلني وتُشهر سيوف غدرِها وحدة نفسي وذكريات وهمي عادت لتدمّر ما بقي من باقي وتكسر حدود رجلٍ عشقُه فاني أقسمت يا امرأة ألا أجعل أنثى تلمس أطلالي أن تعاشر أفكار عشقي لكِ وتشاطر أحزاني لا جدوى لها بأرض تخلو من كل خصبٍ وماء صافٍ اليوم أصبحتُ أرضًا جرداء لكل من يحاول حرث جذور الماضي وقد أصبحت ظلًا لكائن جُبِر على جرعات سُمٍّ عاتٍ لا أصبحت إنسانًا له أي إحساس ولا جمادًا يحمل صفات باقي الجماد مجرد ذرات رمل تنتظر عاصفة لتبعثر أجزاءها وتُفرّقني وتجعل آهاتي صمتًا... وتجعل نظراتي اعترافًا بعجزِها اليوم، بعز قوتي، أُهزم بمملكتي وأميرتي تُسرق وتُسلب سنوات عمرِنا لا تسرقوا من بقيت لي وعشقها ولو كان ذنبًا ما طلبت من ربي غفرانه لنا اتركوا صغير الحلم يولد ويبقى رابطًا بيني وبينها اجعلوا عمري يومًا... واجعلوها باقية بصدري واقتلوني بأحضانِها هنا بيتي... هنا طفولتي... وهنا شباب جنونِنا عشيقتي... أخبركِ أني أصبحتُ أسير كأسٍ مذاقُه ألحان العذاب ومرار فراقِنا وقد أصبحت ثواني وقتي سهامًا تخترق جسدي بانتظار رحمة ربٍ أعلم بحالِنا أنتظر خيالَك بين الضباب ليُذهب ظُلمة قلبي وإحساسه بنيران بعادِنا اليوم وقفة حدادي على أسوار عشق أصبح أكوامًا من حطامِنا مجرد ذكريات تتراقص بين أوهام وطعنات أيام غدرت بإحساسِنا أعلم أنها جعلت بيني وبينك وديانًا من الهم وجبالًا من بُعاد مسراتِنا ونهاية بدايتنا... هي بداية نهايتنا قصة أبطالها هم كتّابها وآخر صفحاتها: وفاة أرواح باقية بأجساد بالية لا جدوى منهم... كدمى على مسرح الحياة يتحركون بخيوطِها لتنزل في آخر الأمر ستار منقوش عليه: (كانوا هنا)

مع خالص تحياتي الملاك الضائع
رجوع