صنع بإحكام

صنع بإحكام

طال بعادك ومللت من الانتظار قد مل وقتي والصبر من الصبر على حالي أزف الوقت والعمر أصبح لحظات بقلب الثواني عزمت على الرحيل ولا أبقى مع البواقي فلترحل الذكريات وحب المعجزات قررت النزول لأرض الغدر ودنيا الأهوال خلعت ردائي وبراءة الأطفال قررت الرحيل من مرسى الوهم والذهاب لآخر أمواج بحري لا لن أبقى بخيال السعادة المرتسمة بهواجس الشقاء مللت وحدتي وألم وجداني يا راحلة وباقية بصدر قلبي المشتاق قررت فراري منك ومن حزني ومن كل متعلقاتي
نعم
فلتبقي أنت فقط ومعك بعض ماضينا الحاني ولتقولي ما تقولي واجعليني أنا بورقك العاتي فلا معنى لك أو لأسطرك أو حتى لأعود بذكرى الحب والوفاء وما فائدة أسطر تشهد لي بالبكاء ولا أجد لي منفذ حتى مع ما تبقى من أحرفي وهوامش أوراقي يا أحاسيس تجمدت وبقيت كثلج في باطن بركان من الآهات بدأت بالصراخ في عوازل وجدران بينها وبين الناس آلاف الوديان بقيت بمنتصف مملكتي مكبلًا بأحضان طفلتي (قاتلتي) وكيف من كان همسها نغم الدنيا وما فيها ودفء أحضانها مدينة سكانها عشقهم لذاتي وسكراتي لها وأبدأ برحلتي ومتعة وقت حديثها أين هي الآن مجرد حرارة المكان على جانب مرقدي يشعرني بإنسان ولى وكان مجرد سراب استمر ثوان رغم حقيقة أمره كان أعوام يا إلهي والحب أصبح تجارة قد تخسر في يوم وقد تستمر لأيام وكيف يحدث وأنا أو هي أو ماذا عساني أفعل سوى رفع راية الاستسلام لا فائدة فقد رحل وأنزل الستار وبقي الجميع في سكون تام فاليوم ولادتي من رحم الموت بقائي كتمثال كدليل على هيكل أبدية مصنوع بأيدي الإعدام وإرفاقه معي شهادة توقعيها (صنع بإحكام) إن بقي أو رحل قد حكم عليه بسلب نفسه من نفسه وسجنه بقاع الأرض فوق السطح وموته في حياته والبقاء تحت مسمى (مجرد إنسان)

مع خالص تحياتي الملاك الضائع
رجوع